ومن هنا يمكن القول بأن اللقاء يكون وعدا للمؤمنين بالثواب، كما في قوله تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه}، وقد يكون وعيدا للعاصين والمشركين بالعقاب كما جاء في الحديث عن جابر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( من لقي الله يشرك به دخل النار ))(1)، وكما روي عن ابن مسعود أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( من حلف يمينا كاذبة ليقطع بها مال أخيه لقي الله وهو عليه غضبان ))(2).
وأما السنة
فقد حشر مثبتوا الرؤية كثيرا من الأحاديث التي زعم بعض البسطاء صحتها، وقالوا: قد رواها أبو بكر، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وجرير بن عبدالله البجلي، وصهيب بن سنان الرومي، وعبدالله بن مسعود، وعلي بن أبي طالب، وأبو موسى الأشعري، وأنس بن مالك، وبريدة بن الحصيب، وأبو رزين العقيلي، وجابر بن عبدالله الأنصاري، وأبو أمامة الباهلي، وزيد بن ثابت، وعائشة، وعبدالله بن عمر، وعمارة بن رويبه، وسلمان الفارسي، وحذيفة بن اليمان، وعبدالله بن عباس، وعبدالله بن عمرو بن العاص وحديثه موقوف، وأبي بن كعب، وكعب بن عجره، وفضالة بن عبيد وحديثه موقوف أيضا، ورجل من أصحاب النبي غير مسمى.
هكذا يقعقعون حولها ويزعمون صحتها ولكن إذا نظر الباحث إلى هذه الروايات نظرة متفحصة سليمة من التعصب وخالية من التقليد الأعمى أدرك بعين بصيرته أنها لاتقوم بها حجة إما لوضعها .. أو ضعف وهلاك سندها .. أو شذوذ متنها، أو لما يتطرق إليها من الاحتمال. والدليل إذا تطرقه الاحتمال بطل به الإستدلال، ومهما يكن فهي أحادية، والأحادي لاتقوم به حجة في أصول الدين.
وفيما يلي نظرة خاطفة حولها من جهتين:
Bogga 72