جوابها: القوم لم يكونوا على شيء من الإيمان وكيف ينطبق وصف الإيمان على الذين قالوا: {لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة}(1)، وإنما أراد موسى (ع) أن يقطع دابر شقاقهم ويستأصل شبهة عنادهم بجواب حاسم قاطع، ياتيهم من قبل الله عز وجل يتجلى فيه من الآيات القاطعات ما يحسم كل شبهة ويقضي على كل طمع في مطلبهم المستحيل.
ومما يؤكد أن موسى عليه السلام لم يسألها لنفسه وإنما سألها لقومه ما تكرر في القرآن الكريم من توبيخ لهم على هذا السؤال وعده من أعظم جرائمهم وأبلغ كفرهم كما في قوله سبحانه وتعالى: {فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة}(2)، وقوله تعالى: {وإذ قلتم ياموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون}(3).
كما أن موسى عليه السلام اعتذر إلى ربه بعد الرجفة مما حصل عازيا إياه إلى السفهاء حيث قال عليه السلام: {رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين}(4).
Bogga 41