قال الهادي إلى الحق عليه السلام: (( معنى قوله تعالى: {أرني أنظر إليك} فهو أرني آية من عظيم آياتك أنظر بها إلى قدرتك وأزداد بصيرة في عظمتك. فقال: {لن تراني}. يقول: لن تقدر على نظر شيء من عظيم الآيات التي لو رأيتها لضعف جسمك، ولطوي مركبك، ولأهلكتك، ولما قدرت على النظر إليها لعجزك وضعف مركبك، ولكن انظر إلى هذا الجبل الذي هو أعظم منك خلقا، فإن استقر مكانه إذا أريته بعض ما سألتني أن أريكه فسوف ترى ما سألت من عظيم الآية. ولن تقدر على ذلك أبدا، ولاتقوم له أصلا. {فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا}(1)، معنى تجلى: أي أظهر آيته وأبان نقمة ربه ))(2) اه.
شبهة: إن كان أولئك القوم مؤمنين فحسبهم جواب موسى (ع) لهم باستحالتها فإن الرسول الأمين المقرونة دعوته بآيات بينات لاتدع مجالا للشك في صدق قوله وصحة دعوته، وإن كانوا كفارا فلن يجديهم الجواب باستحالتها في هذا الموقف؟
Bogga 40