Hogaamiyeyaasha Kacaanka Casriga ah
رواد النهضة الحديثة
Noocyada
أما خليل سركيس فأنشأ مطبعته، أولا، باسم مطبعة المعارف عام 1868 بشراكة حميه المعلم بطرس البستاني، وظلا شريكين مدة سبعة أعوام، ثم كان الانفصال عام 1875، فأنشأ سركيس المطبعة الأدبية، ثم أصدر بعد عامين جريدته «لسان الحال» فعرض بها سليم البستاني بقوله: صدرت في بيروت جريدة آخر زمانها، فرد سركيس على ابن حميه بلسان الحال قائلا:
وإني وإن كنت الأخير زمانه
لآت بما لا تستطعه الأوائل
وثبت خليل سركيس في الميدان وكانت صحيفته مثال الرصانة والاعتدال، فلم ترو قط خبرا لم تستوثق منه، وأقبل على مناصرتها حملة الأقلام فكانت ميدانا للرواد ومنبتا للكتاب والشعراء الذين كان لهم أجل شأن في تاريخ النهضة.
لم يكن خليل سركيس ذلك الكاتب الأنيق العبارة ولكنه كان رجلا واقعي التعبير يسمي الأشياء بأسمائها. وإذا لم يعد من رءوس الكتاب فهو بدون شك، من رءوس الصحافيين الذي عرفوا بالصدق وقول الحق، فلم يسجلوا في صحيفتهم غير الصحيح من أخبار، ولم يحملوا حملات غواشم، بل كان تأنيبه نصحا وتوبيخه مشورة.
كانت أول معرفتي به في آخر عام 1906، عرفني به المرحوم خليل طنوس باخوس صاحب جريدة الروضة وزرناه معا في سوق أياس حيث كانت مطبعته وإدارة جريدته، فرأيت في ذلك الوجه سيماء اللبنانيين العتاق.
وكما كان لجريدته لسان الحال فضل على الأدب والسياسة كذلك كانت لمطبعته يد في نشر الكتب وإخراجها بحلل قشيبة. انتشر حرف سركيس الأنيق في كل قطر ينطق بالضاد، وعرف الناس له وللشيخ إبراهيم اليازجي هذا الفضل على العين والرأس. ومني سركيس باحتراق مطبعته فكان طبيعيا أن يكون الشيخ إبراهيم أشد الناس شعورا بهذا الخطب الجسيم فكتب إلى صديقه يؤاسيه، وهذه صورة تلك الرسالة التي تفضل علينا بها خليل سركيس الثاني:
وإنه يسرني جدا أن يظهر كتابي هذا في الوقت الذي بلغت فيه جريدة لسان الحال يوبيلها الألماسي بجهد الابن والحفيد. (5) رواد الثقافة (5-1) المبشران فان ديك وشيخو
كرنيلوس فان ديك
منذ مائة وعشر سنوات ونيف، جاء بيروت شاب أميركي، ثم قضى هذا الشاب حياته كلها في الربوع الشامية طبيبا للأرواح والأجساد، وعونا للفقراء والمساكين.
Bog aan la aqoon