فروى لها الكونت بجميع ما كان بينه وبين فانتير، فقال: إني أعيد عليك ما قلت، وهو أني إذا ذكرت لك اسم رجل لا يعلم بوجوده في باريس سواي، تتلاشى عن السيدة كل المخاطر، وتقبض على السير فيليام كما تشاء.
فأجابه الكونت بأن وضع ورقة وكتب عليها حوالة على بنك روتشيلد بمائة ألف فرنك ودفعها إليه، فوضعها فانتير في جيبه والتفت إلى باكارا قائلا: لا أعلم يا سيدتي ماذا فعلت مع السير فيليام فاستحققت منه هذا الكره الوحشي، واعلمي الآن أنه لو لم يحسن إلي الكونت أرتوف ويعطيني من النقود ما يكفيني لأن أعيش عيشة صالحة إلى نهاية أيامي، لتمكن السير فيليام من أن ينفذ بك انتقامه الهائل، فإن لديه الآن رجلا يحكم على عصابة لصوص تعهد للسير فيليام أن يحملك على سفينة إلى جزائر المركيز، ويلقيك فيها بين مخالب قبائلها المتوحشة.
وإن هذا اللص السفاك مدين لرجلين يخلص لهما إخلاصا شديدا، وأحد هذين الرجلين السير فيليام، وهو يقتل نفسه من أجل السير فيليام، ولكنه يقتل السير فيليام من أجل ذلك الرجل الثاني.
فسأله الكونت منذهلا: من هو هذا الرجل؟ - هو أنت يا سيدي.
فزاد عجبه وسأله: من هو هذا اللص؟ وما اسمه؟ - إنه رجل أنقذت حبيبته من النار.
فتذكر تلك الحادثة وسأله: أهو ربان إنكليزي؟ - نعم، وهو يدعى جون إيرد، فإذا أمرتني يا سيدي أحضرته إليك من فندقه حالا.
فنادى الكونت أحد الخدم قائلا: خذ بإحدى مركباتي هذا الرجل إلى حيث يريد وارجع به إلي.
فذهب فانتير إلى الفندق الذي يقيم فيه الربان وأيقظه من رقاده قائلا: هل أنت مستعد لاختطاف السيدة؟ - نعم، إني لا أعصي أمرا للسير فيليام. - ولكنك إذا عرفت من هي هذه السيدة، فإنك ترجع عن طاعته. - من هي؟ - هي حبيبة الكونت أرتوف.
فذعر الربان مما سمع وأجاب: إذن لا بد لي من قتل السير فيليام لأنه اقترح علي مثل هذه الخيانة. - إن الكونت يتوقع منك أحسن من ذلك، فهو يريد أن تذهب بالسير فيليام إلى هذه القبائل المتوحشة بدلا من باكارا.
فأجاب الربان ببرودة الإنكليز: ليكن ما يريد الكونت. - إذن لنذهب إليه.
Bog aan la aqoon