223

============================================================

العقل المتبعث من عالم الطبيعة ، لا العقل الاول ، يشيد ما قلنا قوله : انه ابرز فيه صور العالمين من غير ان تكون (1) تلك الصور مشارا اليها بهوياتها عند العقل ، يل عالم العقل واقع عليها ، الي قوله : قأما في القوة قهو والصور جميعا معا فان قوله ذلك ايجاب لما هو قائم بالقوة ، واخبار عما وجوده وجود لا بالفعل ، ولا العقل الاول قائم بالفعل ، ولا يجوز ان يقال ان فيه ما هو قائم بالقوة ، اذ لو كان كذلك لوجب ان يتقدم عليه من نوع وجوده ما هو قائم بالفعل ، فيخرح به الي الفعل ، وقد يطل ان يكون موجودأ مع العقل الاول، او يتقدم عليه شيء ، واذا بطل ذلك لم يصح قول صاحب المحصول الا في المتأخر الوجود الذي ليس وراءه وجودا آخر ، ونجوهره بمعرفة ما كقدم عليه في الوجود من العالمين ، وهو المنبعث الثاني من عالم الطبيعة مثل الناطق الذي له صور العالمين ، ومصول هذه الصور صار قائما بالفعل ، ومنبعشا بالفعل .

الفصل التاسع من الباب العاشو قال صاحب المحصول ان العقل لما كانت علته وحدة الباري جل وعز، والوحدة ازلية، صار العقل ازليا .

وعليه نقول : قد اوجب بقوله شينأ يتقدم علي العقل الاول في وجوده ، وهو العلة التي سماها الوحدة ، وقد قلنا ان العقل لا يتقدم عليه وجوده، وعن الله الي شيء اصلا ، فيكون هو أولي بالأزلية لاستحالة وجود شيء ، فالوحدة ليست بعلة العقل ، وهي غيره حتي تكون متقدمة علي العقل، بل هي ذات العقل ، والعقل ذات الوحدة، وهو الواحد ، (1) في تخة (أ) جاءت كانت .

Bogga 223