============================================================
ينطوي فيه ايجاب ما لا اسم له ، وقد تقدم من الكلام علي ذلك ما يتضمن الجواب عنه وفيه كفاية .
الفصل الثامن من الباب العاشر قال صاحب المحصول : في باب المبدع الاول ان الياري تعالي : ابدع العالم دفعة واحدة، وذلك انه ابدع العقل جملة واحدة ، قبرز فيه بتقديره صور العالمين ، وما فيهما ، من غير ان تحون تلك الصور يشار اليها بهوياتها عند العقل ، بل علم العقل واقع عليها ، وهي عنده معلومة ، الا ان العقل قد تقدم عليها بالفعل ، فاما بالفعل ، واما بالقوة فهو والصور جميعا معا.
ونقول : ان هذا العلم هو العقل الذي ذكر انه ابدع فبرز فيه صور العالمين وما فيها ، قلا يجوز ان يكون هو العقل الاول الموجود عن الله تسعالي أولا ، لان ما يكون متقدم الوجود فهو مستغن عن تصور ما به وجد ، اذ وجوده متعلق بموجده، الذي اوجده ، ولا يلزمه ان يعلم اكثر من علمه پذاته ، وانه مبدع، ووجوده لا بذاته بل بغيره ، الذي هو ميدعه ، وانه علة لوجود ما دونه ، كالامام الذي ل بلزمه معرفة غيره ممن هو دونه ، ولا يعلم اكثر من علمه انه سبب الخلاص من دونه ، رواسطة بين من هو فوقه ، وبين من هو دونه ، بل يلزمه ان يعرف من فوقه ، ويلزم غيره ان يعرفه ، ويعرف غيره من تقدم عليه وجوده ، ورتبته ، ليتخلص بذلك ، ولذلك يلزم التأخر ، والوجود ان يتصور جميع ما تقدمه في الوجود من الحدود ليحسبه ذلك البقاء والوجود التام ، واذا كان ذلك كذلك ، فالذي ذكره هو
Bogga 222