Fariinta Ibliis
رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس
Noocyada
فصل
فكرت وقلت : لا أجد أحدا أعظم أثرا في هدم الدين من معاوية، فإنه أول من خرج على أمير المؤمنين عليه السلام ثم تبعه السفيانية والمروانية، فهو المؤسس وهم بنوا وهو مهد الأمر وعلى طريقته مشوا، فألقيت إليكم إنه فعل ما فعل باجتهاد، وأنه ما أصاب ولا يجوز لعنه، وأنه كان إماما من أئمة المسلمين، وأن لعنه خطأ وأنه خال المؤمنين وكاتب كلام رب العالمين. وأن أهل بيته كلهم أئمة لايجوز البراءة منهم بل يجب موالاتهم.
وأنكرت المعتزلة ذلك أشد إنكار وقالوا : معاوية باغ ضال، فمرة ضللوه لخروجه على إمام المسلمين وقتل عمار بن ياسر سيد أصحاب أمير المؤمنين ، ومرة كفروه بإلحاق زياد بأبيه مع نفي رسول الله عنه إياه وادعاء أبيه، وقتل حجر بن عدي صبرا، وأمره حتى سم الحسن ثم تغلب على الدنيا فأظهر الظلم والعناد ومذاهب الإلحاد وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( معاوية في تابوت من النار ) ، وقال : ( إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ) ، وقد لعنه أمير المؤمنين في قنوته ، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعمار : ( تقتلك الفئة الباغية ) فقتله معاوية ، ثم جرى على طريقة السفيانية، فقتل يزيد - لعنه الله - حسينا - عليه السلام - وشيعته وسبعة عشر من أهل بيته، وسلط على الناس أهل بيت زياد، ومات سكران .
وتبعهما المروانية فأظهر الوليد الإلحاد، وقتل هشام زيد بن علي عليه السلام، ومات مروان الحمار وهو زنديق وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا مال الله دولا وعباد الله خولا ودين الله دغلا ) ، وذكروا أن الشجرة الملعونة في القرآن هم بنوا مروان ، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعنهم .
Bogga 73