33

Message of Harmony Among Muslims

رسالة الألفة بين المسلمين

Tifaftire

عبد الفتاح أبو غدة

Daabacaha

دار البشائر الإسلامية

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1417 AH

Goobta Daabacaadda

حلب

حفظ الله تعالى للكتاب والسُّنَّة

أما الأولُ(١) فقد عَلَّمَ اللَّهُ الذِّكْرَ الذي أنزله على رسوله، وأمَرَ أزواجَ نبيّه بذكره، حيث يقول: ﴿وَاذْكُرْنَ ما يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِن آياتِ الله والحِكمة﴾ وحَفِظَهُ من أن يقعَ فيه من التحريف ما وقع فيما أَنزَلَ قبله، كما عَصَم هذه الأُمَّة أن تجتمع على ضلالة، فعَصَم حُروفَ التنزيل أن تُغَيَّرَ، وحَفِظَ تأويلَه أن يَضِلَّ فيه أهلُ الهُدى المتمسكون بالسُّنّة والجماعة.

وحَفِظَ أيضاً سُنَّ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم عما ليس فيها، من الكذب عمداً، أو خطأ، بما أقامه من علماءِ أهلِ الحديثِ وحُفَّاظه، الذين فحصوا عنها وعن نَقَلَتِها ورُواتِها، وعَلِمُوا من ذلك ما لا يَعلمُ غيرُهم، حتى صاروا مجتمعين على ما تلقَّوْه بالقبولِ منها إجماعاً معصوماً من الخطأ، لأسبابٍ يَطُولُ وصفُها في هذا الموضع.

وعَلِمُوا هم خصوصاً وسائرُ علماءِ الأمةِ بل وعامَّتُها عموماً ما صانوا به الدِّينَ عن أن يُزَادَ فيه أو يُنقَصَ منه، مثلَما عِلِمُوا أنه لم يُفرَض عليهم في

(١) يعني به: شكَُ كثيرٍ في كثير مما اتفق أهلُ السُّنَّة خاصةً والمسلمون عامةً لأجل اختلافهم في النقل والرواية. وسيأتي تقريرُ الشك في ص ٣٨، وقد أورد الشيخ المؤلِّف قبل ذلك تمهيداً وتوطئةً للموضوع: بيانَ حفظ الكتاب والسُّنّة تنزيلاً وتأويلاً، ثم نَبَّه على طائفةٍ من أكاذيبِ أهل البدع والأهواء، والقُصّاص وغيرِهم، مع ذكر دلائل أهل السُّنَّة على كذبها وبطلانها.

ثم حَكَى في ص ٣٨ شكَّ أهل الأهواء في تلك الدلائلِ والمسائلِ الإجماعية التي دلَّت عليها، مُتذرُّعين في ذلك باختلاف الأمة في العباداتِ الظاهرة وغيرِها من جهة النقلِ والرواية - وهو المعني بالأول هنا -، ومن جهة الرأي والتنازُع، ثم دَفَع هذا الشكَّ ببيانٍ علمي متينٍ، جاء فيه بالفوائد والطرائف.

33