20

Message of Harmony Among Muslims

رسالة الألفة بين المسلمين

Tifaftire

عبد الفتاح أبو غدة

Daabacaha

دار البشائر الإسلامية

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1417 AH

Goobta Daabacaadda

حلب

خدمتها وحُسْنِ إخراجِها، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكَّلتُ وإليه أنيبُ.

أهمّ الأفكار التي تهدي إليها هذه الرسالة

وسيَجِد القارىء الكريم - بإذن الله تعالى - في هذه المجموعة ما يشفي ويكفي لإنارة هذا السبيلِ الحق الذي تَاه عنه المسلمون.

ويَجِدُ الطالبُ المنصفُ فيها أن التشدُّدَ والإنكار في الأمورِ الخلافيةِ بين علماءِ الأمة وأئمتها، وجَعْلِها أسبابَ المُوالاة والمُعاداة: أمرٌ مرفوضٌ في الشريعة.

ويجدُ أيضاً أن السُّنَّةَ لا تکونُ في جمیع الأمور علی وجهٍ واحدٍ فحسبُ، بل كثيراً ما تتعدَّدُ وُجوه السنَّة، بحيث من اختارَ منها وجهاً غيرَ ما اختاره الآخَرُ، لا يُبَدَّعُ ولا يُفَسَّق، ولا يُضَلَّل ولا يُكَفَّرُ، بإجماع الأئمة.

ويَجدُ أيضاً أن الخلاف في كلِّ قليلٍ وكثيرٍ لا يُوجبُ الهِجْرانَ أو المُعادَاة، وأن المسلمَ مأمورٌ من جهة الشريعة بالحِفاظِ على الألفةِ والعِصْمَةِ والمُوالاة، وأن مناطَ الولاء ومدارَه على الإيمان والإسلام، لا على غيرها من الأسماء، وقد قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((من صَلَّى صلاتنا، واسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وأَكَلَ ذبيحَتَنَا، فذلك المسلمُ الذي له ذِمَّةُ الله وذِمَّةُ رسولِه، فلا تُخفِروا اللَّهَ في ذِمَّتِه))(١). وأنَّ المؤمن أخو المؤمنِ ولو اختلفا في الرأيِ والاجتهادِ لإدراكِ الصواب.

ومن فَهِم هذه الحقائقَ وعَمِل بالإنصافِ فقد ــ واللَّهِ - فاز فوزاً مبيناً، وفَّقنا الله تعالى للاعتصام بحبلهِ مجتمعين، وجَمَع شمل المسلمين، وسَدَّدَ أحوالهم أجمعين، ووقَاهم شرَّ الفُرقةِ والخلافِ، وأنعم عليهم بنعمة الأخوة والائتلاف.

(١) رواه البخاري في صحيحه ١ : ٤٩٦، في كتاب الصلاة (باب فضل استقبال القبلة).

الذُّمَّةُ: العهدُ والأمان، والضمانُ والحُرمة. وقولُه: فلا تُخْفِروا الله في ذمته. يقال في اللغة: أخفر العهَد وبالعهد، وأَخفَرَ فلاناً: نَقَضَ عهدَه وغَدَر به. فالمعنى: لا تَنَقُضوا عهدَ الله وعهدَ رسوله لمن قام بذلك.

20