71

Risaalada Tabuukiya

الرسالة التبوكية = زاد المهاجر إلى ربه

Baare

محمد جميل غازي

Daabacaha

مكتبة المدني

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Goobta Daabacaadda

القاهرة

Noocyada

Suufinimo
فهو خير له وإن شرًا في الظاهر، فإنه يتولد من الأمر بالمعروف ولا يتولد منه إلا خيرًا وان ورد في حالة شر وأذى، كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ﴾، وقال تعالى لنبيه ﷺ: ﴿اعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾ وقد تضمنت هذه الكلمات مراعاة حق الله وحق الخلق، فإنهم إما يسيئوا في حق الله وفي حق رسوله، فإن أساءوا في حقك فقابل ذلك بعفوك عنهم وإن أساءوا في حقي فاسألني أغفر لهم واستجلب قلوبهم، وأستخرج ما عندهم من الرأي بمشاورتهم، فإن ذلك أحرى في استجلاب طاعتهم وبذل النصيحة، فإذا عزمت فلا استشارة بعد ذلك بل توكل وامض لما عزمت عليه من أمرك فإن الله يحب المتوكلين. فهذا وأمثاله من الأخلاق التي أدب الله بها رسوله، وقال تعالى فيه ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ قالت عائشة رضي الله: " عنها كان خلقه القرآن "، وهذا لا يتم إلا بثلاثة أشياء: أحدها: أن يكون العود طيبًا، فأما أن كانت الطبيعة جافية غليظة

1 / 76