ما] (^١) بينهما كل شر (^٢). وكثيرًا ما يقترن أحدهما بالآخر ولا يفارقه (^٣).
ومن تأمل فساد أحوال (^٤) العالم عمومًا وخصوصًا، وجده ناشئًا عن هذين الأصلين، فالغفلة تحول بين العبد وبين تصور (^٥) الحق ومعرفته والعلم به (^٦) فيكون من [الضالين] (^٧). واتباع الهوى يصده عن قصد (^٨) الحق وإرادته واتباعه (^٩)، فيكون من المغضوب عليهم.
وأما المنعم عليهم فهم الذين مَنَّ الله عليهم بمعرفة الحق علمًا، وبالانقياد إليه وإيثاره على ما سواه عملًا، وهؤلاء هم الذين على سبيل النجاة، ومن سواهم على سبيل الهلاك. ولهذا أمرنا الله -سبحانه- أن نقول كل يوم وليلة عدة مرات: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٧)﴾ [الفاتحة: ٦، ٧].
فإن العبد مضطر كل الاضطرار إلى أن يكون عارفًا بما ينفعه في