وجميع الخوارج على أن سموا أهل القبلة مشركين، وحكموا فيهم بحكم نبيء الله - عليه السلام - في المشركين؛ فعلى هذا فارق المسلمون أصناف الخوارج كلها (¬1) .
فلما ذلك المسلمون، ولم يجامعوهم عليه، أقبلوا يزينون بدعتهم، فقالوا: «إن بعض قومنا (¬2) يقولون إنه بلغنا: "أن الله تبارك وتعالى خلق خلقا على صورته" (¬3) .»
ويقولون: «إن الله ينزل من السماء السابعة فيباهي الملائكة بأهل عرفة يوم عرفة» (¬4) .
¬__________
(¬1) - الخوارج: هم الذين خرجوا عن طاعة علي ومعاوية، فصارت لهم عقائد مختلفة خالفوا بها عقائد المسلمين وأهل السنة.
... ومن فرق الخوارج: البهيسية، والنجدات، والعجاردة، والثعالبة، والمرجئة، والفريكية، واليمونية، والهضمية، والرافضة، والجهمية، وغيرها من الفرق التي تجمع على تشريك أهل القبلة، وسبي ذراريهم وأموالهم.
... ... انظر: *جماعة العلماء: ن، م، ج2/ص126. *ابن الأثير: الكامل، ج4/ص81 *الشهرستاني: ن، م، ج1/ص138
(¬2) - وهم المشبهة، كما يقول صاحب السير والجوابات: «زعمت المشبهة أن الله خلق آدم على صورته، وأنه محدود، وأن له عينا وبدنا محدودا، وأنه ينزل ليلة النصف من شعبان، فسبحان الله عما قالوا، كتاب الله يكذبهم.» ج2/ص135.
(¬3) - <<
(¬4) - الحديث بهذا اللفظ لم أعثر عليه، ولكن وجدته بألفاظ متقاربة، منها قول عليه السلام: «إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة».
... رواه أحمد، والطبراني، والأحاديث الأخرى في نزول الله إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان وفي الثلث الأخير من الليل أغلبها صحيح.
... ... انظر: المناوي: فيض القدير، ج2/ص279، 316.
... لم ينكر الأوائل نص هذه الأحاديث ولا حقيقتها، وإنما أنكروا على المتأولين تأويلهم لها بما يوهم التشبيه.
Bogga 21