وقال أبو محمّد بن كلاب ومن وافقه، والأشعري وغيرهم: "القرآن غير مخلوق، ومن قال بخلقه كافر إلا أن الله لا يتكلم بالعربية، ولا بغيرها من اللغات ولا يدخل كلامه النظم، والتأليف، والتعاقب، ولا يكون حرفًا ولا صوتًا "١.
١ هذا القول ثابت عن ابن كلاب ذكره الأشعري في المقالات ٢/٢٥٧، وهو قول الكلابية وكثير من الأشعرية. ولا سيما متأخريهم وقد نقل الشهرستاني عن الأشعري نفسه أنه يقول ببعض ما ذكر. انظر: الملل ١/٩٦.
والذي رأيته في كتب الأشعري أنه يقول: " القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال
بخلقه فهو كافر، وأنه لا يجوز أن يقال: إن شيئًا من القرآن مخلوق لأن القرآن بكماله غير مخلوق.
وقال عند قوله تعالى: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ قال: والتكليم: المشافهة بالكلام.
وهذا يرجح أنه ﵀ رجع عن القول بكلام النفس وإنكار الحرف والصوت، لأن إثباته للمشافهة يوحي بذلك إذ المشافهة بالكلام لا تكون إلا بحرف وصوت. والله تعالى أعلم. انظر: الإبانة ص: ٢٥، ٧٢، ١٠١