192

Risala Fi Lahut Wa Siyasa

رسالة في اللاهوت والسياسة

Noocyada

4

حسب الشريعة، على حين أن من يكره جاره أو يتخلى عنه يكون عاصيا مارقا. وأخيرا يسلم جميع الناس بأن الكتاب لم يدون ولم يروج له من أجل العلماء وحدهم، بل من أجل البشر جميعا دون تمييز بينهم في السن أو في الجنس. ويترتب على ذلك بوضوح تام أن الكتاب لا يلزمنا بالاعتقاد إلا بما هو ضروري لتنفيذ هذه الوصية، فهذه الوصية إذن هي القاعدة الوحيدة للإيمان الكاثوليكي كله، وعن طريقها وحدها ينبغي أن تحدد جميع عقائد الإيمان.

5

أعني القواعد التي يجب على كل فرد الالتزام بها.

فلنتساءل الآن: لما كان هذا الأمر واضحا تماما، وكان يمكن استنباط كل ما يتعلق بالإيمان من هذا المبدأ وحده، معتمدين على العقل وحده، فكيف وقعت هذه الخلافات العديدة داخل الكنيسة؟ هل هناك أسباب أخرى غير التي ذكرناها في الفصل السابع؟ إن هذه الخلافات تدفعني إلى أن أبين الطريقة والمنهج اللذين ينبغي اتباعهما لتحديد عقائد الإيمان ابتداء من هذا المبدأ الذي وجدناه؛ ذلك لأنني لو لم أقم بهذا البيان، وتخليت عن وضع بعض الوقائع المحكمة في هذا الموضوع، لظن الجميع عن حق أني لم أنجز حتى الآن إلا الشيء القليل؛ إذ يظل كل فرد حرا في أن يقحم على الإيمان ما يشاء بحجة أن ما يقحمه وسيلة ضرورية للطاعة، وهو أمر تظهر خطورته بوجه خاص عند البحث في مسألة صفات الله.

وإذن فلكي أسير في هذا الموضوع بترتيب سليم، سأبدأ بتعريف الإيمان ابتداء من المبدأ الذي سلمنا به، فأقول: إن الإيمان هو أن ننسب إلى الله بالفكر خصائص يؤدي الجهل بها إلى ضياع الطاعة، على حين أن وجود الطاعة يستتبع وجود هذه الخصائص بالضرورة. وهذا تعريف واضح للغاية، وهو يترتب على البراهين السابقة بقدر من الوضوح لا يحتاج معه إلى أي شرح. وسأحاول الآن باختصار أن أحصي نتائجه: (1)

يجلب الإيمان الخلاص لا بنفسه بل لأنه يتضمن الخضوع، أو كما يقول يعقوب (2: 17):

6

الإيمان دون الأعمال مائت (انظر في هذا الموضوع كل الإصحاح الذي كتبه هذا الحواري). (2)

ونتيجة لذلك، يكون الإنسان المطيع حقا هو صاحب الإيمان الحق،

Bog aan la aqoon