إن من يعتقدون أن التوراة على ما هي عليه الآن رسالة من الله بعث بها من السماء إلى البشر، لن يفوتهم أن يصرخوا قائلين بأني ارتكبت الخطيئة في حق الروح القدس؛ إذ لقد قلت فعلا: إن كلام الله مزيف ومنقوص ومحرف، وإننا لا نملك منه إلا شذرات، وإن الميثاق الذي يشهد بعقد الله عهدا مع اليهود قد فقد. ومع ذلك، فإني لا أشك في أنهم لو وافقوا على فحص المسألة، لكفوا عن الاحتجاج. والحقيقة أن نصوص الأنبياء والحواريين نفسها هي التي تشهد أكثر مما يشهد العقل نفسه، بأن كلام الله الأبدي، وعهده والدين الحق، مسطور على نحو إلهي في قلب الإنسان أي في الفكر الإنساني، وهذا هو الميثاق الحقيقي
1
الذي طبعه الله بخاتمه
2
أي بفكرته وكأنه طبعه بصورة لألوهيته. ففي المبدأ اعطي الدين لليهود في صورة قانون مكتوب لأنهم كانوا وقتئذ أشبه بالأطفال.
3
ولكن موسى (التثنية، 30، 6)
4
وإرميا (31: 33)
5
Bog aan la aqoon