إن فات أحدا من هؤلاء واجب التحية المناسبة للمقام، فما هو بزائر صالح لمثل هذه الزيارة، ولو لم تكن زيارة عشق ومناجاة.
وإن فات «ميا» أن تتقبل هذه التحيات، أو وجب عليها - كما قد يخطر على بال الأقدمين - أن تصدها بالعبوس والغضب، فليست هي زيارة «ندوة» إذن، ولكنها زيارة واحدة قد تنتهي كما تبتدئ عند باب الدار.
وهذا هو تأويل الرسائل على أسلوب الفن العاطفي، أو العاطفة الفنية، بين صاحبة الندوة وأكثر من زائر من نخبة هؤلاء الزوار.
ولكل منهم أسلوبه في تعبيره داخل هذا الإطار من التحية. «لطفي السيد» وأسلوب الجنتلمان الفيلسوف.
و«عبد العزيز» وأسلوب الصمت الخجل، كأنه الصبي في مجلس الفتيات القريبات.
و«أنطون الجميل» وأسلوب بائع الجواهر في معرض الهوانم.
و«شبلي شميل» وأسلوب المصارع في حلبة الفكر والشعور.
و«خليل مطران» وأسلوب «موليير» على غير مسرح التمثيل.
و«سليم سركيس» وأسلوب الدعاية للبيوتات في صالونات من أشهر صالونات البيوت.
و«مصطفى صادق الرافعي» وأسلوب المفاجأة بالكتابة التي يغني الاطلاع عليها عن السماع.
Bog aan la aqoon