244

كثيرا من العوام يطلقون باسم النبي على الصحابي وقد شاهدنا كثيرا منهم يعتقدون في أبي بكر وعمر وعلي أنهم أنبياء ويظنون أن أسم النبي والصحابي مترادفان فلما أخبرته ب ذلك فرح وقال لي ليس الأمر إلا كما ذكرت.

قال ولما رجعنا من الحجاز سنة أربع وسبعين لقيته بمسراتة وقال لي ذهبت بعدك إلى المكان المذكور وتأملت القبر وعليه كتابة وأمارات ربما تدل على صحة ما ذكرت قال لي وذكرت كلامك لبعض الأمراء في درنة ففرح بذلك وأمر بالبناء على القبر والتنويه به والله لا يضيع أجر من أحسن عملا ونية المؤمن ابلغ من عمله فان صح أن هذا القبر قبر الصحابي المذكور بتلك المدينة هي برقة المشهورة لا أجدابية والأمر في ذلك قريب فان بين المدينتين نحوا من خمسة أيام فكلاهما يصح أن يقال بينها وبين كل من مصر وأفريقية شهر إذ بذلك يعرفها الفقهاء إلا أن التي بالجبل أقرب إلى مسمى المدينة لما بإزائها من المياه والأماكن المخصبة والمزارع الكثيرة الغياض الملتقبة من أنواع الأشجار بخلاف اجدابية فإنها في صحراء من الأرض مقفرة والله اعلم بغيبه ومسمى برقة على التعيين عند عرب البلد اليوم هي مسيرة ستة أيام من المنعم إلى سلوك وفيها رسم أبنية كثيرة وإطلاق برقة على ما سواها مجاز علاقته المجاورة (العلاقة بفتح العين المناسبة) وهذا مما يقوي أن مدينة برقة هي اجدابية وبإزاء المسجد الذي بها قبر محوط عليه بالحجارة يزار يقال لصاحبه سيدي يونس وهو من عرب الفواخر.

وقد وجدنا ركب أهل تونس الذين مروا أمامنا قد أوفدوا عليه شمعا كثيرا وبقيت منه بقية فأردنا أخذها للحاجة إليها ثم توقفت في ذلك وبعد ذلك ظهر لي جواز أخذه فبعثت إليه فوجدت الغير أخذه انتهى كلام العياشي.

وذكر شارح الشقراطسية الشيخ محمد بن علي برقة فقال أما وصفها فقال

Bogga 267