تعظيم الحق وتسبيحه بلحمه ودمه وأنس بذلك سمع تسبيح كل شيء أما بحالة أو بمقالة وفي الفتوحات المكية للإمام الأكبر والعقلاء من الأنس أصحاب الأفكار من أهل النظر والأدلة المقصورة على الحواس والضرورات والبديهات يقولون لا بد أن يكون المكلف عاقلا بحيث يفهم ما يخاطب به وقد صدقوا وكذلك الأمر عندنا العالم كله عاقل حي ناطق من جهة الكشف بخرق العادة التي هم الناس عليها أعني حصول العلم بهذا عندنا غير أنهم قالوا هذا جماد لا يعقل ووقفوا عند ما أعطاهم بصرهم والأمر عندنا بخلاف ذلك فإذا جاء عن نبي أن حجرا كلمه وكتف شاة وجذع نخلة وبهيمة يقولون خلق الله فيه الحياة والعلم في ذلك الوقت والأمر عندنا ليس كذلك بل سر الحياة في جميع العالم وان كل من يسمع المؤذن من ورطب ويابس يشهد له ولا يشهد إلا من علم هذا عن كشف عندنا لا عن استنباط من فكر بما يقتضيه من ظاهر خير ولا غير ذلك ومن أراد أن يقف عليه فليلزم طريقة الرجال وليلزم الخلوة والذكر فإن الله سيطلعه على ذلك كله عينا فيعلم أن الناس في عماية عن إدراك هذه الحقائق انتهى كلامه.
قال الشعراني في لواقح الأنوار القدسية المتنقاة من الفتوحات المكية بعد ما تقدم وقد وقع لي ذلك سنة تسع (1) وعشرين وتسعمائة فسمعت تسبيح الجمادات والحيوانات كلها في سائر أقطار الأرض وذلك في صلاة المغرب واستمر ذلك إلى آخر الليل حتى خفت على عقلي وسألت الله الحجاب عن سماع ذلك فحجبه عني رحمة بي وأبقى علي علم ذلك وكان من جملة ما سمعت من تسبيح الحيوانات في البحر المحيط سبحان الله خالق الأرزاق والأقوات والنبتات والحيوانات انتهى كلامه.
Bogga 258