235

تعظيم الحق وتسبيحه بلحمه ودمه وأنس بذلك سمع تسبيح كل شيء أما بحالة أو بمقالة وفي الفتوحات المكية للإمام الأكبر والعقلاء من الأنس أصحاب الأفكار من أهل النظر والأدلة المقصورة على الحواس والضرورات والبديهات يقولون لا بد أن يكون المكلف عاقلا بحيث يفهم ما يخاطب به وقد صدقوا وكذلك الأمر عندنا العالم كله عاقل حي ناطق من جهة الكشف بخرق العادة التي هم الناس عليها أعني حصول العلم بهذا عندنا غير أنهم قالوا هذا جماد لا يعقل ووقفوا عند ما أعطاهم بصرهم والأمر عندنا بخلاف ذلك فإذا جاء عن نبي أن حجرا كلمه وكتف شاة وجذع نخلة وبهيمة يقولون خلق الله فيه الحياة والعلم في ذلك الوقت والأمر عندنا ليس كذلك بل سر الحياة في جميع العالم وان كل من يسمع المؤذن من ورطب ويابس يشهد له ولا يشهد إلا من علم هذا عن كشف عندنا لا عن استنباط من فكر بما يقتضيه من ظاهر خير ولا غير ذلك ومن أراد أن يقف عليه فليلزم طريقة الرجال وليلزم الخلوة والذكر فإن الله سيطلعه على ذلك كله عينا فيعلم أن الناس في عماية عن إدراك هذه الحقائق انتهى كلامه.

قال الشعراني في لواقح الأنوار القدسية المتنقاة من الفتوحات المكية بعد ما تقدم وقد وقع لي ذلك سنة تسع (1) وعشرين وتسعمائة فسمعت تسبيح الجمادات والحيوانات كلها في سائر أقطار الأرض وذلك في صلاة المغرب واستمر ذلك إلى آخر الليل حتى خفت على عقلي وسألت الله الحجاب عن سماع ذلك فحجبه عني رحمة بي وأبقى علي علم ذلك وكان من جملة ما سمعت من تسبيح الحيوانات في البحر المحيط سبحان الله خالق الأرزاق والأقوات والنبتات والحيوانات انتهى كلامه.

Bogga 258