234

(1179) (1) وودعنا من فيها من الأحباب من صلاة الصبح إلى قرب الضحى فمنهم من رجع بالتوديع ومنهم من سار معنا مدة لغلبة سلطان المحبة في قلبه وهذا كله بعد أن ودع أصحابنا قضوا حوائجهم التي اشتغلوا عليها وكذا الإجمال الضعيفة عند أحبابنا في الله تعالى من مسراتة وأن أهل الركب أيضا رفعوا الماء من سيدي أحمد زروق إلى معطن الزعفران خمسة أيام ولا ماء في هذه المدة إلا ما لا يصلح للشراب لمرارته وملوحته.

ثم مررنا صبيحة ذلك اليوم بالشيخ الولي أبي شعيفة (2) في جماعة من الفضلاء وشيخ الركب وصلينا الضحى عنده وقبره على شاطئ البحر وقد ذكر شيخ شيوخنا سيدي أحمد بن ناصر أنه اجتمع مع الأفاضل في وطن الشيخ زروق وسماهم.

تتمة وقد ذكر شيخ شيوخنا سيدي أحمد بن ناصر أيضا ما نصه خذوا ماء خمسة أيام إلى مورد الزعفران إذ ليس بينكم وبينه من الماء إلا ماء العريعر على نصف ميل وق ما يمر به الركب وبالقرب منه ماء يسمى بالسميرة وهو قليل آجن وبعده بيوم ونصف ماء الهائشة وهو أقبح ماء لا يشربه إلا من اضطر إليه وبعه بيوم بئر حسان وقل أن يوجد فيها ماء ومن هنا يستقبل الحاج مسافة برقة العريضة الطول والعرض ولا ترى العمارة من قصر أحمد إلى الإسكندرية إلا أن يلقى الناس أحياء من العرب إلى أن قال وبإزاء روضة أبي شعيفة المذكور مزارة في مغارة بساحل البحر يتعبد بها الصالحون لا يكاد يطلع عليها أحد إلا من عرفها لأنها صغيرة مستقبلة البحر يغلب على الجالس بها الحضور إذ لا يرى إلا البحر ولا يسمع إلا تسبيحه وتحميده لربه وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم لغفلتكم عنه ومن امتزج

Bogga 257