313

يبنيه هذا الغلام وأبوه. ثم نزل عندها رفقة من جرهم (1). فلما شب الغلام زوجوه فجاء إبراهيم عليه السلام وإسماعيل غائب فسأل زوجته عن حالها فشكت ، فقال لها : قولي لزوجك يغير عتبة بابه ، فطلقها ، وتزوج أخرى ثم جاء إبراهيم عليه السلام فسألها ، فأثنت على الله ، وقالت خيرا ، فقال لها : قولي لزوجك يثبت عتبة بابه ، وسألها عن عيشهم ، فقالت : اللحم والماء ، فقال : اللهم بارك في اللحم والماء (2). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فلا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه» (3). ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلا تحت دوحة قريبا من زمزم ، فقال له : إن الله أمرني أن أبني له (4) ها هنا بيتا ، وأشار إلى أكمة ، فعند ذلك رفعا القواعد من البيت ، يبني إبراهيم ، وينقل إسماعيل الحجارة ، فلما ارتفع البناء جاءه (5) في المقام فوقف عليه وهو يبني ، ويقولان : ( ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ). (6)

ويحكى أنه لما أمر الخليل عليه السلام ببناء البيت قال : يا رب بين لي صفته ، فأرسل الله سبحانه غمامة على قدر البيت فسارت (7) معه حتى نزل مكة ، فقيل له : ابن على ظلها ، فبنى ، وكان جبريل عليه السلام قد استودع أبا قبيس الحجر الأسود حين الغرق ، فلما بنى إبراهيم عليه السلام أخرجه إليه

Bogga 382