Rifaca Tahtawi: Hoggaamiyaha Soo-nooleynta Fikirka ee Xilliga Maxamed Cali
رفاعة الطهطاوي: زعيم النهضة الفكرية في عصر محمد علي
Noocyada
أما السيد صالح مجدي فهو من أسرة عربية الأصل، ولد في قرية أبي رجوان من أعمال مديرية الجيزة في سنة 1242ه أو سنة 1243ه، وتلقى علومه الأولى في مكتب حلوان الأميري، ومنه اختير - كما اختير زميله أبو السعود - ليكون تلميذا بمدرسة الألسن، فألحق بها في سنة 1252ه.
وفي عهد تلمذته بهذه المدرسة ظهر نبوغه في اللغتين العربية والفرنسية، فلما أنشئ قلم الترجمة في سنة 1258ه، وجعل من أقسامه قسم لترجمة الكتب الرياضية تحت رئاسة بيومي أفندي، جعل السيد صالح مجدي وكيلا لهذا القسم، وفيه ترجم كتابين: أحدهما جداول المهندسين، وثانيهما تطبيق الهندسة على الميكانيكا والفنون.
وفي سنة 1260ه نقل إلى مدرسة المهندسخانة، خلفا لزميله أبي السعود الذي نقل من المهندسخانة إلى قلم الترجمة في سنة 1259ه. وفي هذه المدرسة عين مجدي «لتدريس اللغتين الفرنساوية والعربية، وتعليم نجباء تلامذتها فن الترجمة، وتعريب فروع الرياضيات التي تدرس بها على القواعد العربية.» ويقول علي مبارك في خططه: «إني قد كنت من رجال هذه المدرسة، فعرفت المترجم فيها واتخذته لي صاحبا وصديقا، وكنت قد تعينت في سنة ستين التي التحق هو فيها بتلك المدرسة للسفر مع عدة من أمثالي إلى مملكة الفرنسيس لتكميل العلوم الرياضية وتحصيل الفنون العسكرية المتعلقة بالطوبجية والاستحكامات، فلما رجعت إلى مصر بعد خمس سنين وجدته قد وصل إلى رتبة يوزباشي وأخبرني أنه أحرزها في سنة 1262ه، وأنه عرب في هذه المدة عدة كتب في فروع الرياضيات، منها كتاب في الطبوغرافيا والچيودوزيه، وكتاب ميكانيكا نظرية، وكتاب ميكانيكا عملية، وكتاب أدروليكا، وكتاب حساب آلات، وكتاب طبيعة، وكتاب هندسة وصفية، وكتاب في حفر الآبار، ورسالة في الأرصاد الفلكية تأليف الشهير «أرجو». ولما أحيلت على عهدتي نظارة المهندسخانة وما معها سنة ست وستين بعد انتقالي من رتبة صاغقول أغاسي إلى رتبة أميرالاي كان لي المترجم رفيقا مع قيامه بوظائفه. وطالما استعنت بقلمه على تأليف كتب متنوعة في فنون شتى. وقد ترجم في تلك المدة عدة كتب في الرياضة، منها كتاب في الحساب، وكتاب في الجبر، وكتاب في تطبيق الجبر على الأعمال الهندسية، وكتاب في الظل والمنظور، وكتاب في حساب المثلثات، وكتاب في الهندسة الوصفية، وكتاب في قطع الأحجار والأخشاب، وهي كتب جار عليها العمل إلى الآن في المدارس. وله غير ذلك من الكتب التي تجل عن الحصر ...»
وهكذا كان صالح مجدي أسعد حظا من صديقه أبي السعود؛ فقد مهدت له معرفته بعلي مبارك السبيل إلى البقاء في مدرسة المهندسخانة في عهد عباس. وفي هذه المدرسة قضى نحو عشر سنوات أنتج فيها هذا الإنتاج الضخم.
وفي عهد سعيد باشا عاد أستاذه رفاعة من السودان. غير أنه ظل مدة عاطلا، فنقل مجدي في سنة 1272ه وكيلا لمأمورية أشغال الطوابي بالقلعة السعيدية، وعهد إليه بترجمة الكتب العسكرية ثم مباشرة طبعها في مطبعة بولاق. ثم لم يلبث أن جذبه رفاعة إليه، فنقل ناظرا لقلم الترجمة الملحق بالمدرسة الحربية بالقلعة التي كان يتولى نظارتها رفاعة.
وفي أوائل عهد إسماعيل أعيد إنشاء قلم الترجمة الملحق بديوان المدارس، وتولى الإشراف عليه رئيسه القديم رفاعة بك، وكان من مترجميه أبو السعود وصالح مجدي، بل لقد أتى على هذا القلم وقت لم يكن به من المترجمين غير صاحبينا وزميل ثالث لهما كان له شأن أي شأن في ترجمة الكتب التاريخية في عصر محمد علي وهو حسن أفندي الجبيلي.
وقد شارك مجدي في تلك الفترة - كأستاذه رفاعة وزميله أبي السعود - في التحرير في روضة المدارس، ثم في ترجمة «قانون نابليون
Code du Napoleon »، وفي ترجمة القوانين المختلفة الأخرى التي تم نقلها إلى اللغة العربية في عهد إسماعيل. وظل يتقلب في الوظائف حتى عين في سنة 1293ه/1875م قاضيا بمحكمة مصر، ولبث يشغل هذا المنصب حتى توفي في ذي الحجة سنة 1298ه.
وفي كل تلك العهود كان علي باشا مبارك يستعين به وبجهوده وعلمه في تأليف وتصنيف معظم كتبه؛ فقد قال في الخطط: «وفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين بعد الألف أحيلت على عهدتي - وأنا إذ ذاك ناظر القناطر الخيرية - مأمورية تأليف كتاب الهجاء والتمرين، فطلبت المترجم من ديوان المدارس بأمر عال، فحضر عندي، واشتغل معي بالكتاب المذكور حتى تم على أحسن حال ... وتكرر طبعه حتى زادت نسخه على خمسة عشر ألفا ...» ثم قال: «ولما أحيلت على عهدتي نظارة عدة دواوين ومصالح في آن واحد استعنت بقلمه على تحرير عدة لوائح وترتيبات نافعة لإدارة هذه المصالح ...» وقال أيضا: «وباشر معي بعض التاريخ الذي عملته للديار المصرية في عدة مجلدات، وبعض رسائل جمعتها، وطبعت بمعرفته في جرنال روضة المدارس ...»
وقال محمد مجدي في ترجمة والده التي نشرها في مقدمة ديوانه أنهما - أي علي مبارك وصالح مجدي - أتما من هذا الكتاب: «ما يتعلق بالفراعنة والأكاسرة والبطالسة والرومانيين. ووصلا فيه في مدة الإسلام إلى سنة ستين ومائة بعد الألف من الهجرة، وبلغ ما جمع فيه من المجلدات نحو أربعمائة كراسة. وهو الآن لدى سعادة علي مبارك باشا ، والغالب أنه مهيأ للطبع ...» وقد ظن البعض أن المقصود بهذا الكتاب هو كتاب الخطط التوفيقية. غير أن الخطط تم طبعها في سنة 1304-1306ه/1886-1889م، وديوان صالح مجدي طبع في سنة 1911م، فكأن الكتاب الذي كان مهيأ للطبع في سنة 1911م هو غير الخطط قطعا، وخاصة أن موضوعه هو تاريخ مصر في مختلف العصور لا طوبغرافيتها. غير أني رجعت إلى قائمة المطبوعة التي ألفها كل من علي مبارك وصالح مجدي، فلم أجد من بينها كتابا في تاريخ مصر، فلعله لم يطبع.
Bog aan la aqoon