Rifaca Tahtawi: Hoggaamiyaha Soo-nooleynta Fikirka ee Xilliga Maxamed Cali
رفاعة الطهطاوي: زعيم النهضة الفكرية في عصر محمد علي
Noocyada
ولعل الأمر الصادر من محمد علي في 5 ذي الحجة سنة 1249ه «بطبع ألف نسخة من كتاب الجغرافيا المترجم عن الفرنسية للعربية بمعرفة الشيخ رفاعة.» خاص بذلك الكتاب؛ فقد تم طبعه في سنة 1250ه، وهو أول ما ترجم من الكتب الجغرافية. وقد أشير في نفس الأمر إلى طبع «ألف نسخة من الأطلس بعد إتمام ترجمته بمعرفة المذكور.» وذلك «لما في هذين الكتابين من المنفعة الكلية التي تعود على تلامذة المدارس.» غير أنني لم أعثر في فهارس الكتب العربية المطبوعة على أثر لهذا الأطلس، فلعله لم يتم ترجمة، أو لعله ترجم ولم يطبع.
انتهى رفاعة من ترجمة هذا الكتاب في الشهر الأخير من سنة 1249ه، ثم أسلمه للمطبعة في أوائل سنة 1250ه، فطبع. وكان قد قدم للمطبعة في هذه السنوات الثلاث التي مرت منذ عودته من فرنسا (1246-1249ه) كتابين مما ترجم وهو في باريس، وهما: (1)
كتاب المعادن النافعة، تأليف «فرارد»، وهو رسالة صغيرة في 47 صفحة من القطع المتوسط. ذكر رفاعة في خاتمته أنه ترجمه «بمشورة جناب مسيو جومار ناظر الأفندية بباريس، ومحب الديار المصرية وعزيزها ولي النعم.» وقد تم طبع هذا الكتاب في بولاق في شوال سنة 1248ه. (2)
قلائد المفاخر في غريب عوائد الأوائل والأواخر، وهو رسالة صغيرة أيضا تقع في 112 صفحة من القطع المتوسط. ذكر رفاعة كذلك أنه ترجمها إجابة لطلب المسيو جومار. فقد قال في مقدمته ص3: «قد اشتهر بين الخاص والعام أن طائفة الإفرنج قد امتازت الآن بين الطوائف بالتجارات، والمخالطة لسائر البلاد، بل لقد اتخذت معرفة البلاد وأحوالها سببا، وانتخبت بذلك نخبا، فاتسعت معارفها في الجغرافيا والميقات، ولا زالت في الزيادة في العلوم على سائر الأوقات، فلا سبيل حينئذ في معرفة أحوال البلدان والخلائق إلا بنقلها عمن حققها من الإفرنج. ولا شك أن من أعلم الإفرنج وأحكمهم طائفة الإفرنسيس؛ فإنها الآن بلاد الفنون والصنائع من غير شك وتلبيس. ولما كان للفقير معرفة هذه اللغة، وفيه ملكة مطالعة عظيم كتبها وتمييز الغث من السمين، طلب مني الخواجة «جومار» مدير تعليم الأفندية المصريين المبعوثين من طرف حضرة ولي النعمة إلى باريس، كرسي الفرنسيس، أن أترجم إلى العربية كتابا لطيفا يسمى بما معناه: ديوان قلائد المفاخر ... إلخ، فأجبته لذلك، علما بأنه نصوح في محبة أفندينا ولي النعم، ومحب لبلاد مصر كأنها وطنه. ولما كان هذا الكتاب غير مقصور على مجرد نقل العوائد، بل هو مشتمل على استحسان واستقباح بعضها، أشار علي مدير التعليم المذكور أن أحذف ما يذكره مؤلف الكتاب من الحط والتشنيع على بعض العوائد الإسلامية أو مما لا ثمرة لذكره في هذا الكتاب ... إلخ.»
وقد ذكر رفاعة في خاتمة الكتاب أنه أتم ترجمته في يوم الاثنين من العشر الأوائل من جمادى الآخرة سنة 1254ه، أي وهو في باريس ، وأنه تم طبعا في بولاق في غرة شعبان سنة 1249ه.
ولم يذكر رفاعة في المقدمة أو الخاتمة اسم مؤلف الكتاب. وقد رجح المستشرق الفرنسي «بيانكي
Bianchi » - في مقاله عن الكتب التي طبعت في مطبعة بولاق الذي نشره في مجلة الجمعية الآسيوية سنة 1843ه - أنه من تأليف
Depping ، فقد قال عند ذكر هذا الكتاب:
Ceci est, Je pense, l’ouvrage de Depping, intitulé: “Moeurs et usage des nations” .
وقد أكد رفاعة نفسه هذا الترجيح؛ فقد أورد في رحلته ترجمة رسالة وصلته - قبيل عودته إلى مصر - من المستشرق الفرنسي مسيو «رينو
Bog aan la aqoon