============================================================
و كذلك حديث آبي طلحة حين شغله الطير في صلاته فتدبر شغله، فجعل حائطه صدقة لله عز وجل، ندما ورجاء العوض لما فاته.
و كذلك حديث عبد الله بن سلام (1) ، أنه حمل (2) حزمة من حطب، فقيل له : يا أبا يوسف، قد كان في بنيك وغلمانك من يكفونك. فقال: أردت أن أجرب قلي هل ينكره؟ (وكذلك الرجل الذي اشتغل بحائطه حتى فاتته صلاة الجمعة فأتى عثمان رضي الله عنه، فجعله صدقة لله تعالى) (3) وقد روي المختار بن فلفل(4) عن الحسن في تفسير المحاسبة في مستقبل الأعمال ومستدبرها آنه قال : إن المؤمن قوام على نفسه يحاسبها لله عز وجل، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر عن غير محاسبة .
م فسر المحاسبة فقال: إن المؤمن يفجؤه الشيء يعجبه، فيقول: والله إنك لتعجبني، وإنك لمن حاجتي، ولكن هيهات هيهات، حيل بيني وبينك. فهذا في مستقبل العمل.
م قال : ويفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه، فيقول (لها) (5) : ماذا أردت بهذا والله لا أعذر بهذا ، والله لا أعود هذا إن شاء الله أبدا . فهذا في مستدبر الأعمال.
وكذلك أهل الدنيا في صناعاتهم وأعمالهم: إذا أراد أحدهم أن يبتدىء العمل رواه في نفسه، وقدره ومثله في وهمه، وصوره في العاقبة، كيف يكون إذا فرغ (1) هو : عبد الله بن سلام، الإسرائيلي، آبو يوسف، حليف بني خزرج، قيل كان إسمه الحصين فسماه رسول الله ه عبد الله. مات بالمدينة سنة ثلاث وأربعين. أنظر: (تقريب التهذيب 422/1) .
(2) في ط: حسين حمل.
(3) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط.
(4) هو: مختار بن فلفل، مول عمرو بن حريث، صدوق له أوهام، وثفه أحمد وغيره. من الطبفة الخامسة، أنظر : (تقريب التهذيب 234/2، ميزان الإعتدال 80/4) .
(5) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط
Bogga 50