============================================================
تقول العرب: كما تدين تدان. أي يحسب ذلك لك. وكذلك جاء الخبر عن النبي الله : "البر لا يبلى، والاثم لا ينسى، والديان لا ينام، فكن كما شئت كما تدين تدان" (1) . أي يحسب لك ذلك . وقال عمر رضي الله عنه : " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتهيئوا للعرض الأكبر" . وكتب إلى أبي موسى (الأشعري) (1) : "حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة" .
وقال عمر لكعب: " كيف تجدنا في كتاب الله عز وجل"؟ فقال : ويل لديان الأرض من ديان السماء. فضربه بالدرة وقال : إلا من حاسب نفسه، قال : فقال له كعب : والله يا أمير المؤمنين إنها إلى جنبها (2) في التوراة وما بينهما حرف : إلا من حاسب نفسه. حدثنا بذلك يعقوب بن إبراهيم، قال : حدثني أبي عن الزهري عن سالم بن عبد الله : أن عمر سأل كعبا (4) ، والحديث في ذلك كثير .ا فهذه المحاسبة في مستقبل الأعمال، وهي : النظر بالتثبت قبل الزلل ، ليبصر ما يضره مما ينفعه، فيترك ما يضره على علم، ويعمل بما ينفعه على علم، فمن اتقى5 العجلة، وتثبت قبل فعله، واستدل بالعلم، أبصر ما يضره مما (3) ينفعه قبل العلم بهما .
والمحاسبة الثانية في مستدبر الأعمال - وهو فعل ماض - نطق بها الكتاب والسنة، وقالت بها علماء الأمة.
فأما (ما نطق به) (7) الكتاب فقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا آتقوا اله ولتنظره نفس ما قدمت لغد (8) قال قتادة وابن جريج: ما قدمت لغد: ليوم (1) أخرجه: ابن المبارك في الزهد ص 406 ح 1155.
(2) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط (3) في ط: جنبتها . خطأ. وفي صدق كعب نظر.
(4) في ط: قال لكعب.
(5) في أ: ألقى.
(6) في ط: فما. خطأ.
(7) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط (8) سورة الحشر، الآية: 18.
Bogga 47