============================================================
عقالا فله ما نوى" (1) رواه عنه عبادة بن الصامت. وسأله رجل أن يوصيه ويعظه (2) ، فقال " إذا أردت أمرأ فتدبر عاقبته، فإن كان رشدا فأمضه، وإن كان غيا فانته عنه" رواه طاوس.
وقال لقمان: إن المؤمن أبصر العاقبة، فأمن الندامة . وقال بعض الحكماء : إذا اردت آن يكون العقل غالبا للهوى فلا تعجل بقضاء الشهوة حتى تنظر في العاقبة فإنه كان يقال: إن مكث الندامة في القلب بارتكاب الشهوة أكثر مكثا من مكث الشهوة (2).
وروى شداد بن أوس عن النبي الله ، أنه قال : " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت" (4) . وقوله : " دان نفسه" يعني(5) حاسب نفسه . وهي المحاسبة في لغة العرب، ودل على ذلك قول الله جل وعز : { يكذبون بيوم الدين (2)) (7)، أي (8) 1 بيوم الحساب. وقوله تعالى: { أئنا لمدينون(4) 4(10) أي : لمحاسبون. وكذلك (1) أخرجه : النسائي في سننه من كتاب الجهاد ، باب 23 . والدارمي في مسنده، كتاب الجهاد باب 23.
والأمام أحمد بن حنبل 315/5، 320، 329.
(2) في آ: وقال لرجل سأله أن يوصيه ويعظه .
(3) أخرجه ابن المبارك في الزهد ص 14 د 41 ، ولفظه : "جاء رجل إلى النبي فقال : بارك الله المسلمين فيك فخصني منك بخاصة خير، قال : مستوص أنت؟ - أراه قال: ثلاثا - قال: نعم، قال: إجلس إذا أردت أمرأ فتدبر عاقبته، فإن كان خيرا فأمضه، وإن كان شرأ فانته عنه" .
وأخرج معناه آبو داود في سننه، كتاب الأدب باب 4 ، وحسن الخلقه، باب 2 وفيه : "ما خير ر سول الله عالله في أمرين إلا إختار أيسرهما" .
(4) في ط: أكثر مكثا من دوام الفرح في القلب بانقضاء الشهوة.
(5 - 6) أخرجه : الترمذي في سننه 35/3، وابن المبارك في الزهد ص 56 ح- -171، وتمام الحديث : " ....، والعاجز من اتبع نفسه هواها، وتمنى الله عز وجل" .
(7) في آ: يعني بقوله وان نفسه أي ...
(8) سورة: المصطفين، الآية: 11.
(9) في آ: يعني (10) سورة الصافات، الآية: 37.
Bogga 46