============================================================
لا يعالحجون الأعمال، ولا يتكلفون التجارات، إلا ببصر قد تقدم منهم، وعلم بما يعملون، وبجا يبتاعون ويبيون.
باب محاسبة العبد نفسه في أعماله(1) قلت فما المحاسبة؟
قال: النظر والتثبت، بالتمييز لما كره الله عز وجل، مما أحب، ثم هي على وجهين: آحدهما في مستقبل الأعمال، والآخر في مستدبرها. فأما المحاسبة في مستقبل الأعمال فقد دل عليها الكتاب والسنة وأجمع عليها علماء الأمة.
فأما ما دل عليها من الكتاب فقوله عز وجل: وأتقوا الله لعلكم فلحون (2) أي : اتقوا الله عز وجل، في أداء فرائضه واجتناب نهيه، وكذا فسره المفسرون في غير موضع من كتاب الله عز وجل تعالى. وقوله: يعلم ما في أنفسكم فاحذروه))(2) وقوله جل وعز: ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه (4) ، فذلك (5) تحذير منه لنا ، وتنبيه على ذكر الله عز وجل .
واطلاعه على ما في قلوبنا . وقوله: { إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا) (2) وقوله تعالى: {وما آتيتم من زكاة تريدون وجة آلله )(7)، وقال تعالى: يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه(8) ووصف ضمير الصادقين،ا فقال جل وعز: { إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزام ولا شكورا(9) ، قيل في التفسير : لا نريد منكم مكافأة ولا ثناء. وقال جل وعز :ا (فأعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص) (10). قيل في التفسير : الذي لا يشوبه شيء.
(1) في ط و أ: باب في محاسبة النفس في مستقبل الأعمال. وقد اخترنا ما على هامش أ من نسخة ثانية لموافقته للموضوع.
(2) سورة آل عمران، الآية: 130. (3) سورة البقرة، الآية : 235. (4) سورة ق، الآية: 16.
(5) في ط: وذلك.
(6) سورة النساء، الآية: 94. (7) سورة الروم ، الآية: 39 .
(8) سورة الكهف، الآية: 28. (9) سورة الإنسان، الآية: 9 . (10) سورة الزمر ، الآية: 2 .
Bogga 44