============================================================
باب أول ما يجب على العبد معرفته والفكر فيه (1) قلت: فما أول ما تأمرني أن أبتدي به (2)؟.
قال: أن تعلم أنك عبد مربوب، لا نجاة لك إلا بتقوى سيدك جل وعز ومولاك، ولا هلكة عليك بعدها . فتذكر وتفكره لأي شيء خلقت؟ ولم وضعت ا ل الا ا ا ا ا فتنقل من هذه الدار إلى عذاب الأبد أو نعيم الأبد .
فإذا علمت أنك عبد مربوب، ثم عقلت لم خلقت؟ ولماذا عرضت؟ وإلى أي شيء لا محالة مصيرك، إلى عذاب الأبد، أو الثواب ونعيم الأبد ؟ (3) كان ذلك أول ما يجب عليك أن تبدأ به ؛ لأن أول ما يلزمك في صلاح نفسك الذي لا صلاح ها في غيره - وهو أول الرعاية - أن تعلم أنها مربوبة متعبدة ، فإذا علمت ذلك علمت انه لا نجاة للمربوب المتعبد إلا بطاعة ربه ومولاه، وأن الدليل على طاعة ربه ومولاه عز وجل العلم، ثم العمل بأمره ونهيه في مواضعه وعلله وأسبابه ، ولن يجدا ذلك إلا في كتاب ربه، وسنة نبيه له ، لأن الطاعة سبيل النجاة، والعلم [هو] الدليل على السبيل، فأصل الطاعة الورع، وأصل الورع التقوى (4) وأصل التقوى محاسبة النفس، وأصل محاسبة النفس الخوف والرجاء (5) . والدليل على محاسبة النفس العلم بما تعبد الله عز وجل (3) به خلقه في قلوبهم وجوارحهم، وكذلك أهل الدنيا (1) في نسخة : باب ما يجب أن يبدأ به العبد. على هامش أ (2) انظر باب الفكرة من : المسائل في أعمال القلوب والجوارح. للمؤلف. فقد فصل فيه الموضوع بأوضح (3) في أ: أو نعيم وثواب الأبد.
(4) في ط: التقي.
(5) رجح المؤلف في باب الغرة من (آداب النفوس) أن أصل المحاسبة من خوف البخس وشين النجس ، ولم يجعل الرجاء أصلا لها.
(6) في أ: تعالى.
Bogga 43