228

============================================================

عن الرياء، ولقد جاء الأثر بالنهي والذم من قبل الرياء.

فروي عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي عاله ، قال : " لا تطلبوا العلم لتباهوا به العلماء، أو تماروا به السفهاء، ولا تجتروا به أبصار الناس إليكم" (1) .

قال كعب: يأني على الناس زمان يتغايرون فيه على العلم، كما يتغايرون على النساء، فذلك حظهم منه.

باب علامة المرائي في نفسه قلت : فما علامة المرائي في نفسه: قال: يحب الحمد على طاعة الله عز وجل، ويكره الذم، فيدع الطاعة من أجل (2) الذم.

وإذا عمل عملا لم يعلم به غير الله عز وجل، أو علم علما لم يعلم به إلا الله لم قنع نفسه في عمله؛ وعمله بعلم الله عز وجل ونظره وسمعه وحده، حثى يغلب على قلبه الطلب لعلم غيره.

هتم لذلك، فان اطلعوا عليه ارتاح قلبه لذلك وسر بجمدهم.

وأخف الناس عليه من حمده وأثنى عليه ، وأتقلهم من ترك حمده والثناء عليه (2) .

(1) أخرجه : الحاكم في المستدرك 86/1 عن جابر بن عبد الله بلفظ: "لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، أو تماروا به ، ولا تجتروا به المجلس. فمن فعل ذلك فالنار النار" . وصحح الحاكم إسناده.

وذكر رواية آخرى عن كعب بن مالك.

(2) أي : إذا ذمه الناس عليها، ووسموه بالرياء فيها تركها. أو تركها خوف آن يرائي فيها دون أن يذمه الناس، لقفد استبطن خوف الناس في هذه الحالة أيضا .

(3) يقول المحاسي في باب المدح والذم من الوصايا : إن العامل يدعي كراهة المادح وحب الذام، من أجل السلامة، ولكن لا يعدم أن يكرم المادح ولا يكرم الذام وإذا ساوى بينهما في الاكرام أو التقريب، فلا يسلم من نزغة الصدر.

328

Bogga 227