============================================================
يرى المصلين، فيخاف ان يقال : كسلان، او لا يحمد على الصلاة.
او يبيت مع القوم، فيقومون، فيقوم كراهة ان يظن به انه من ليس يقوم بالليل وليعرف بذلك.
او ينامون فيقوم فيصلي، ليريهم انه فوقهم وأنه من القوامين المصلين، واذا خلا لم يفعل ذلك، يعلم الله عز وجل انه لو لم يروه ويعلموا به ما فعل ذلك.
وكالقوم يصومون، وهم في موضع واحد، فيصوم معهم، ولو كان وحده لأفطر، جزعا ان يفوقوه بالصوم، فينظروا إليه بعين النقص ، فيصوم، فلو خلا لأفطر وما صام ولا تطوع بذلك الصوم.
و كذلك الغزو والحج وسائر أعمال الطاعات. وكذلك يظهر البر والطاعة ليعدل (1) ، فتقبل شهادته، وتقضى حوائجه، ويوصل، ويبر، ويعظم، أو يثنى عليه ويشهر بالخير ويذكر به، أو ليترأس بذلك، وما أشبه، لا يريد بذلك إلا الخلق لا ولا يذكر ثوابا في عمله ولا في بعضه.
قلت : ما الذي يليه؟
قال: المرائي بالعمل يريد الله عز وجل، ويريد غيره، ولولا إرادة الخلقا وحمدهم بذلك ما عمله من اجله، ولو خلا لما عمله لله عز وجل وحده، فلما اجتمع الأجر والحمد نشط له.
قلت: ومن الذي يليه؟
قال : الذي يعمل العمل يريد حمدهم والثواب وهو معتاد لتلك الطاعة بنسته .
قال : المرائي بالتطوع لينال بذلك الدنيا : كالمرأة يريدها حلالا، او يرغب في التزويج، فيظهر الحزن والبكاء والقصص، والعمل الصالح وتذكير الناس ، ليرغب فيه فيزوج، كما يفعله كثير من القصاص وكما يروى عن الأعرابي الذي هاجر لتزوجه أم قيس نفسها (2) .
(1) اي: ليشتهر بالعدالة عند الناس. (2) وهو: مهاجر ابن قيس.
Bogga 220