1- ابن جرير الطبري
ولد أبو جعفر محمد بن جرير بن زيدون بن كثير الطبري في آمل طبرستان أواخر سنة (224) ، أو أوائل سنة (225) . رحل إلى بغداد بعد سنة (240) ، وكان في نفسه أن يسمع من إمام الأئمة أحمد بن حنبل، ولكنه لم يوفق لرؤية الإمام؛ فدخل بغداد بعيد وفاته بقليل. ثم انحدر إلى البصرة، وسمع من شيوخها، وكتب في طريقه عن شيوخه الواسطيين، ثم رحل إلى الكوفة، فكتب فيها عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني، هناد بن السري، وأضرابهم. وعاد إلى بغداد وتفقه بها على مذهب الإمام الشافعي، ومكث فيها طويلا حتى وفاته، فيما عدا مدة رحل منها إلى بعض البلدان، من بينها رحلة إلى مصر والشام بين (253 - 256) ، وعودة قصيرة إلى طبرستان سنة (290) .
وفي مدينة السلام بغداد اكتملت علوم الطبري، فصار أحد علمائها الأعلام، وكتب كتبه النافعة، ولا سيما التفسير والتاريخ... وقد أثنى عليه إمام الأئمة ابن خزيمة، المتوفى سنة (311) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» ، وابن خلكان، والذهبي، وغيرهم كثير.
واسم الكتاب كما سماه هو «جامع البيان عن تأويل آي القرآن» كتبه في سبع سنوات.
وطبع الكتاب كاملا بالمطبعة الميمنية بمصر سنة (1321) ، ثم بمطبعة بولاق سنة (1323 - 1330) وغيرها، وأخرج منه العلامة المحقق الأديب الكبير محمود شاكر ستة عشر مجلدا، طبعت في دار المعارف بمصر، ثم توقف عن إتمامه، وأعيد نشره على هذه الطبعة عشرات المرات بطريقة التصوير.
كلام ابن تيمية في تفسير الطبري:
أكثر شيخ الإسلام من ذكر ابن جرير الطبري، فلا يوجد مجلد من «مجموع الفتاوى» ، وكتاب «منهاج السنة النبوية» ، أو «درة تعارض العقل والنقل» ، أو «الصارم المسلول» ، أو «اقتضاء الصراط المستقيم» ، وغيرها، إلا وفيه ذكر لتفسير ابن جرير الطبري. ولقد وصف شيخ الإسلام ابن جرير بعدة أوصاف، نذكر منها أمثلة على سبيل المثال لا الحصر:
(أ) «مجموع الفتاوى» (3/ 382) :
«أهل العلم والسنة مثل: محمد بن جرير الطبري» .
(ب) «مجموع الفتاوى» (8/ 373) ، وصف تفسيره بالمشهور فقال:
«قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تفسيره المشهور» .
Bogga 5