بالتخشع، وتخلى من التورع (1)؛ فدق الله من هذا حيزومه (2) وقطع منه خيشومه (3)، وأما صاحب الاستطالة والختل؛ فإنه يستطيل على أشباهه وأشكاله، ويتواضع للأغنياء من دونهم؛ فهو لحلوائهم (4) هاضم (5)، ولدينه (6) حاطم؛ فأعمى الله من هذا بصره، وقطع من آثار العلماء أثره، وأما صاحب الفقه والعقل تراه ذا كآبة وحزن، قد قام الليل في حندسه (7) وقد انحنى في برنسه، ويعمل ويخشى خائفا وجلا من كل أحد إلا من كل ثقة من إخوانه؛ فشد الله من هذا أركانه، وأعطاه يوم القيامة أمانه (8).
[46] 30- قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا كان يوم القيامة جمع الله عز وجل الخلق (9) في صعيد واحد، ووضعت الموازين؛ فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء، فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء (10).
Bogga 48