[44] 28- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): تعلموا (1) العلم؛ فإن تعلمه حسنة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وهو عند الله لأهله قربة؛ لأنه معالم الحلال والحرام، وسالك بطالبه سبيل الجنة، فهو أنيس في الوحشة، وصاحب في الوحدة، وسلاح على الأعداء، وزين الأخلاء، يرفع الله به أقواما يجعلهم (2) في الخير أئمة يقتدى بهم يرمق أعمالهم، ويقتبس آثارهم، وترغب الملائكة في خلتهم؛ يمسحونهم بأجنحتهم في صلواتهم؛ لأن العلم حياة القلوب، ونور الأبصار من العمى، وقوة الأبدان من الضعف، ينزل الله حامله منازل الأبدال، ويمنحه مجالسة الأخيار في الدنيا والآخرة. بالعلم يطاع الله ويعبد، وبالعلم يعرف الله ويوحد، وبالعلم توصل الأرحام، وبه يعرف الحلال والحرام، والعلم إمام العقل، والعقل (3) تابعه، يلهمه الله السعداء ويحرمه الأشقياء (4).
[45] 29- وقال (عليه السلام) أيضا: طلبة هذا العلم على ثلاثة أصناف؛ ألا فاعرفوهم بصفاتهم وأعيانهم: صنف منهم يتعلمون للمراء والجهل، وصنف منهم يتعلمون للاستطالة والختل (5)، وصنف منهم يتعلمون للفقه والعقل؛ فأما صاحب المراء والجهل تراه مؤذيا مماريا (6) للرجال في أندية (7) المقال، قد تسربل
Bogga 47