198

Rawdat Wacizin

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين - الجزء1

ولقد هبط حبيبي جبرئيل في وقت ولادة علي فقال لي: يا حبيب الله، الله يقرأ عليك السلام ويهنيك بولادة أخيك علي ويقول: هذا أوان ظهور نبوتك، وإعلان وحيك، وكشف رسالتك، إذ أيدتك بأخيك ووزيرك وصنوك وخليفتك ومن شددت به أزرك وأعليت به ذكرك.

فقمت مبادرا وجدت فاطمة بنت أسد أم علي وقد جاءها المخاض، وهو بين النساء والقوابل حولها، وقال حبيبي جبرئيل: يا محمد! أسجف (1) بينها وبينك سجفا (2)، فإذا وضعت بعلي فتلقاه، ففعلت ما امرت به، ثم قال لي: امدد يدك يا محمد، فإنه صاحبك اليمين، فمددت يدي نحو امه، فإذا بعلي مائلا على يدي، واضعا يده اليمنى في اذنه اليمنى، وهو يؤذن ويقيم بالحنفية، ويشهد بوحدانية الله عز وجل وبرسالتي.

ثم قال لي: يا رسول الله، أقرأ؟ قلت: اقرأ؛ فو الذي نفس محمد بيده، لقد ابتدأ بالصحف التي أنزلها الله عز وجل على آدم؛ فقام بها شيث، فتلاها من أول حرف فيها إلى آخر حرف فيها، حتى لو حضر بها شيث لأقر له أنه أحفظ له منه، ثم قرأ توراة موسى حتى لو حضره (3) موسى لأقر بأنه أحفظ لها منه، ثم قرأ زبور داود حتى لو حضره (4) داود لأقر بأنه أحفظ لها منه، ثم قرأ إنجيل عيسى حتى لو حضره (5) عيسى لأقر بأنه أحفظ لها منه، ثم قرأ القرآن الذي أنزله الله علي من أوله إلى آخره، فوجدته يحفظ كحفظي له الساعة من غير أن أسمع منه آية. ثم

Bogga 204