Rawdat Wacizin
روضة الواعظين و بصيرة المتعظين - الجزء1
Noocyada
التابوت، وألقي التابوت في اليم، ففعلت ما امرت به، فبقي في التابوت واليم إلى أن قذفه في الساحل، ورده إلى امه برمته لا يطعم طعاما ولا يشرب شرابا معصوما- وروي أن المدة كانت سبعين يوما، وروي سبعة أشهر- وقال الله تعالى في حال طفوليته: ولتصنع على عيني* إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن (1) الآية.
وهذا عيسى بن مريم (عليه السلام) قال الله عز وجل فيه: فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا إلى قوله: إنسيا (2) فكلم امه وقت مولده، وقال حين أشارت إليه: قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال إني عبد الله آتاني الكتاب (3) إلى آخر الآية فتكلم (عليه السلام) في وقت ولادته، واعطي كتاب النبوة واوصي بالصلاة والزكاة في ثلاثة أيام من مولده، وكلمهم في اليوم الثاني من مولده.
وقد علمتم جميعا أن الله عز وجل خلقني وعليا نورا واحدا، وأنا كنا في صلب آدم نسبح الله تعالى، ثم نقلنا إلى أصلاب الرجال وأرحام النساء يسمع تسبيحنا في الظهور والبطون في كل عهد وعصر إلى عبد المطلب، وأن نورنا كان يظهر في وجوه آبائنا، وامهاتنا حتى تبين أسماؤنا مخطوطة بالنور على جباههم، ثم افترق نورنا؛ فصار نصفه في عبد الله، ونصفه في أبي طالب عمي؛ وكان يسمع تسبيحنا من ظهورهما، وكان أبي وعمي إذا جلسا في ملأ من قريش وقد تبين نوري من صلب أبي، ونور علي من صلب أبيه إلى أن خرجنا من أصلاب أبوينا وبطون امهاتنا.
Bogga 203