وانتقل النور من حمل إلى أبنائه حتى وصل عبد المطلب، وكان لعبد المطلب أربعة عشر ولدا وبنتان، وتزوج عبد المطلب هالة بنت الحارث، وولد منها أبو لهب، وبعد ذلك تزوج أم جميدة بنت عبادة، وولد له منها حمزة، والعباس والعوام وأمية وعبد الكعبة وقثم والحارث والزبير وغيداق ومقوم وضرار هؤلاء من أمهات أخر، وولد من فاطمة بنت عمه أبو طالب أميمة وبرة وعبد الله، وكان عبد الله أصغرهم، ولم يبق فى الشام من أحد لم يعلم أنه ولد من أمه، وسبب ذلك كانت له جبة بيضاء من الصوف من يحيى بن زكريا (عليه السلام) ممتلئة بدمه، ووجدوا هذا فى كتبهم، وكلما رأوا هذه الجبة، والدم ينفطر منها علموا أن أبا نبى آخر الزمان ولد من أمه.
ولما علم ذلك أحبار الشام كانوا يعدون الأيام والشهور، ولما كبر عبد الله قدم جماعة من أحبار الشام مكة ليقتلوه بحيلة، إلا إن الله تعالى صرف كيدهم عنه، وكان هذا النور يتألق من جبهته، وزوج عبد المطلب عبد الله والد المصطفى (عليه السلام) آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وانتقل هذا النور إلى آمنة بأمر الله تعالى فى ليلة الجمعة يوم عرفة، واستقر فيها.
وولد محمد المصطفى (صلوات الرحمن عليه) يوم الجمعة وقت طلوع الشمس فى السابع من شهر ربيع الأول فى طالع الميزان على حد قول أبى معشر البلخى، وعند التبانى فى يوم الاثنين العشرين من شهر نيسان سنة ثمانمائة واثنتين بالتوقيت الإسكندرى، ويوم الجور من شهر دى سنة إحدى وأربعين بالتوقيت الأنوشيروانى، بعد سنة الفيل بشهرين بطالع الجدى، وجعلوا الزيج هكذا، وعند أبى الحسن على المسعودى بعد عام الفيل بخمسين يوما، وكان ذلك فى يوم الإثنين السابع عشر من شهر المحرم سنة ثمانمائة واثنتين إسكندرى، وقد مضت على أنو شيروان أربعون عاما.
Bogga 94