هرمز بن شابور:
يقول محمد بن جرير الطبرى: كانوا يقولون له القطيع لأنه كانت له يد واحدة، وسبب ذلك أن أباه أرسله أميرا على خراسان وتولى ذلك العمل وجمع الحشم ووضع الخزائن، ثم استدعى شابور هرمز، فعلم هرمز أن الذامين وجدوا الفرصة وأن الرسل رموا سهم القتل إلى الهدف، وفى الحال قطع يده، وكانت عادة ملوك العجم أنهم لا يعطون الملك للنقص ولا يقبلون أعمالهم.
وبعد ذلك أرسل هرمز تلك اليد إلى أبيه، وقال: قال جماعة عنى مادام أمل الاستبداد والاستقلال فى رأسى، فإنى قطعت يدى وأرسلتها إليك لتعلم أنى لا أطلب الملك والرئاسة، فاحترق قلب شابور عليه وأدركته الرقة عليه، وكتب إليه رسالة يقول فيها: بما أن هذا النقصان سبب رضائى فإن ثمرة الكمال لك، وجعل ولاية العهد له، وسن رسوم العدل، وهو الذى عمر رامهرمز فى خوزستان، وكانت مدة ملكه ثلاثين عاما.
بهرام بن هرمز:
خلف أباه بناء على وصيته، وظهر فى عهده مانى الزنديق، وذكر المقدسى 28 فى تاريخه أن مانى واضع الزندقة، ودعا الخلق إلى دينه، وما زال هذا المذهب الباطل بين الناس إلى اليوم، وكان رساما ومهندسا ماهرا، وخدع الناس بالغش وأوجد فيهم مذهبا سيئا، وكان مجمل كلامه أن الروح فى جسم الإنسان خصوصا، وهو فى ذلك العالم وهنا قفص، وإذا فتح هذا القفص فإنها تطير إلى مقصدها، وينبغى أن يبذل الإنسان جهده حتى يجعل نفسه بحيث يخلص روحه الصافية فى أقرب وقت ممكن من كدورة النفس الجانية، وخدع الناس بهذه الخدعة وقال: الموت أفضل من الحياة، والحياة لا أصل لها، وغير ذلك من هذه الضلالات، وأوصلوا خبره إلى بهرام فأصدر أمرا بإحضاره ولما وقف أمام عرشه، قال بهرام: قل كلمتك، فقرر مانى هذه الفصول، قال بهرام ماذا تقول؟ حياتك أفضل أم موتك قال: الروح لى موت، قال: أصنع معك مثل ما قلت، فأمر به فشنقوه، وانطفأت مادة شره، وكانت مدة حكم بهرام ثلاثة أعوام وثلاثة أشهر وثلاثة أيام.
Bogga 66