188

وكان فى الغور، وغزة، وبعض من الهند السلطان شهاب الدين، وتحارب مع بنى كوكر فى المحرم سنة ستمائة وست، وركب إليهم فى الخامس من ربيع الأول، وسمع أن لهم جيشا كثيفا بين جيلم وسودره، فمضى سريعا ووصل إليهم فى الخامس والعشرين من ربيع الآخر فى السنة المذكورة، وتحاربوا حربا شديدة، فوصل فجأة غلام السلطان قطب الدين أيبك بجيش فشد عليهم وقتل كثيرا منهم، فهرب الهنود، ومضوا إلى جبل كبير وأشعلوا نارا عظيمة، وطرحوا أنفسهم فيها، واحترقوا ذلك هو الخسران المبين 73، وغنم الجيش مغانم عظيمة، وهرب ابن كوكر حينما احترق إخوته وأهله ولجأ إلى ابن دانيال مع قطب الدين ومضى السلطان من معبر الجبل فى غرة رمضان سنة ستمائة واثنتين، وأقام له قصرا على شاطئ نهر السند فى موضع يسمى داسل، وقدم هنديان أو ثلاثة لقتله، وخرجوا من الماء ذات يوم فى وقت الظهيرة وقتلوا السلطان.

فاجتمع الأمراء وكان للسلطان غلام عاقل فقام مقام أيبك، فأجلسوه على العرش ولقبوه بالسلطان شمس الدين، واشتهر فى أطراف وأقطار بلاد الهند.

وكان كوشلوك خان فى التركستان، وهزمه جيش جنكيزخان فى سنة ستمائة وست عشرة. ومضى جنكيزخان إلى أرض إيران فى سنة ستمائة وست عشرة، وفى هذه الأعوام المذكورة ألغى الخليفة الناصر فى بغداد عن الخلق ضريبة حق السعى وهى مثل التمغا، وكان سبب ذلك وفاة ابنته فاشتروا عدة أبقار للصدقة، وكان ذلك فى وقت حساب التمغا، فأمر الخليفة بألا يجمعوا الضريبة من أحد بعد، وأقام كثيرا من المبرات فى بغداد، وأمر بأن ينادى المنادون فى شطرى بغداد طالبين من الفقراء أن يتناولوا طعام الإفطار فى رمضان، وكانوا يوزعون فيها لحم الخراف والخبز الرقيق وحلوى النشا، وبنى خانقاه على شاطئ الفرات يسمى مرزبانيه.

Bogga 213