من حديثه، والاستزادة من علمه " (1).
وحضر (المحقق الطوسي) يوما مجلس درسه من (بغداد)، فأراد (المحقق الحلي) أن يقف عن التدريس، احتراما لورود (المحقق الطوسي) فالتمس منه الطوسي أن يستمر في درسه.
وكان بحث (المحقق) في القبلة، فجرى الحديث عن مسألة استحباب التياسر في قبلة أهل (العراق)، فاعترض (الطوسي) على (المحقق) بأن الاستحباب لا معنى له، إذ التياسر إن كان من القبلة فحرام، وإن كان إلى القبلة فواجب.
فأجاب (المحقق): من القبلة إلى القبلة. فسكت (المحقق الطوسي).
فلما رجع إلى (بغداد) كتب له (المحقق الحلي) رسالة لطيفة في تحقيق المسألة استحسنها (المحقق الطوسي).
وقد أورد الرسالة الشيخ (أحمد بن فهد) في (المهذب) بتمامها.
وقد قدر (للمحقق الحلي) أن يجدد كثيرا في مناهج البحث الفقهي والأصولي، وأن يكون رائد هذه المدرسة، ويكفي في فضله على المدرسة الفقهية أنه ربي تلميذا بمستوى (العلامة الحلي)، وأنه خلف كتبا قيمة في الفقه لا يزال الفقهاء يتناولونها، ويتعاطونها باعتزاز ك (شرايع الإسلام) في مجلدين، وكتاب (النافع)، وكتاب (المعتبر) في شرح المختصر، وكتاب (نكت النهاية)، وكتاب (المعارج) في أصول الفقه وغيرها.
توفي سنة 676 هجرية، وكان سبب وفاته أنه سقط من أعلى درج في داره فخر ميتا لوقته، فتفجع الناس لموته، واجتمع لتشييعه خلق كثير، ودفن في الحلة، وقبره هناك يزار ويتبرك به، وأخيرا عمر وجدد بناؤه على يد أهل الخير من أهالي الحلة.
.
Bogga 74