============================================================
عليها حلة إستبرق خضراء وخمار من سندس أخضر لم أر شيئا قط أحسن منها قلت يا رايعة ما فعلت في الجبة التى كفناك بها والخمار الصوف قالت إنه والله نزع عنى وأبدلت به هذا الذى ترينه وطويت اكفانى وحتم عليها ورفعت في عليين ليكون لى ثوابها يوم القيامة فقلت لها لهذا كنت تعملين أيام الدنيا فقالت وما هذا عندما رأيت مما أعد الله من كرامات الله عز وجل لأوليائه قلت فمرينى بأمر أتقرب به إلى الله تعالى قالت عليك بكثرة ذكره فإنه يوشك أن تغتبطى بذلك في قبرك.
الكاية الثامنة والثماتون بعد الماثة روى عن أحمد بن أبى الحوارى رضى الله عنه قال كان لرابعة أحوال شتى يعنى زوجته رابعة الشامية قال فمرة يغلب عليها الحب ومرة يغلب عليها الأنس ومرة يغلب عليها الخوف فسمعتها في حال الحب تقول: ب لى يدله حبيب وما لسواه فى قلبى نصيب يت غاب عن بصرى وشخصى ولكن عن فؤادى ما يغيب (وسمعتها في حال الأنس تقول) ولقد جعلتك في الفؤاد محدثى وأبحت جسمى من آراد جلوسى فالجسم منى للجليس مؤانس وحبيب قليى في الفؤاد آنيسى (وسمعتها في حال الخوف تقول) وزادى قليل ما هو مبلغى للزاد أبكى أم لطول مسافتى أتحرقنى بالنار ياغاية المتى فأين رجائي فيك اين مخافتى قال وقلت لها وقد قامت بليل ما رأينا من يقوم الليل كله غيرك، فقالت سبخان الله مثلك يتكلم بهذا إنما أقوم إذا نوديت قال فجلست آكل في وقت قيامها فجعلت تذكرنى فقلت لها دعينا نتهنى بطعامنا.
فقالت ليس أنا وأنت ممن يتنغص عليه الطعام عند ذكر الإله.
وقالت لى لست أحيك حب الأرواج إنما أحبك حب الإخوان وكانت إذا طبخت قدرا قالت كلها ياسيدى فما نضجت إلا بالتسبيح قال وقالت لى اذهب فتزوج فتزوجت ثلاثا وكانت تطعمنى اللحم وتقول اذهب بقوتك إلى أهلك وقالت ربما رأيت الجن يذهبون ويجيئون وربما رأيت الحور العين رضى الله تعالى عنها وتفعنا بها قلت الظاهر والله أعلم أن هذه الرؤية المذكورة كانت في اليقظة فأما رؤية المنام فلغير الأولياء.
وهذه رايعة الشامية زوجة ابن أبى الحوارى كما ذكرناه وليست رابعة العدوية البصرية التى تقدمت وبعض أهل العلم يقول هذه الشامية رايعة بالياء المثناة المنقوطة
Bogga 178