109

============================================================

الحكاية الخابسة والثهانون حكى عن إبراهيم بن أدهم أيضا رضى الله عنه أنه حج إلى بيت الله الحرام فبيما هو فى الطواف، وإذا بشاب حسن الوجه قد أعجب الناس حسنه وجماله فصار إبراهيم ينظر إليه ويبكى فقال بعض أصحابه إنا لله وإنا إليه راجعون غفلة دخلت على الشيخ بلاشك قال ياسيدي ما هذا النظر الذى يخالطه البكاء فقال له ابراهيم يا أخى إننى عقدت مع الله تعالى عقدا لا أقدر أفسخه وإلا كنت أدنى هذا الفتى متى وأسلم عليه فإنه ولدى وقرة عينى تركته صغيرا وخسرجت فارا إلى الله تعالى وها هو قد كبر كما ترى وإنى لأستحيى من الله سبحانه وتعالى أن أعود لشيء خرجت عنه وتركته له عز وجل وأنشد: ولا عرضت لى نظرة مذ عرفته مدى الدهر إلا كان لى حيث أنظر أغار على طرفى له فكأننى إذا رام طرفى غيره لست أبصسر ايا منتهى ذخرى وسؤلى وعدتى ودادك فى قلبى إلى يوم أحشر ثم قال لى امض وسلم عليه لعلى اتسلى بسلامك عليه وأبرد نارا على كبدى فأتيت الفتى وقلت له بارك الله لأبيك فيك فقال ياعم وأين أبى إن أبى خرج فارا إلى الله تعالى ليتنى أراه ولو مرة واحدة وتخرج نفسى عند ذلك هيهات هيهات وخنقة العبرة وقال والله أود أنى رآيته وأموت فى مكانى ثم بكى وأنشد يقول : ل قد حكم الزمان على حيى پرانى فى هواك كما تران ى ى آن بعدت فان قلبى على مر الزمان إليك دانى وان بعدت ديارك عن ديارى فشخصيك ليس پبرح عن عيمانى لقد اسكنت حبك فى فؤادى مكانا ليس يعرفه جنان ى كانك قد ختمت على ضميرى فغيرك لايمر على لساز ى قال ثم رجعت إلى إبراهيم وهو ساجد فى المقام وقد بل الحصى بدموعه وهو يتضرع إلى الله تعالى ويبكى ويقول: هجرت الخلق طرا في هواكسا وأيتمت العيال لكى أراكسا قلو قطعتنى فى الحب إربا لما سكن الفؤاد إلى سواك قال فقلت له ادع له فقال حجبه الله عن معاصيه وأعانه على ما يرضيه

Bogga 109