[11_2]
علي العمري أبو الفضائل
نجله الوالد علي صاحب الفضل العلي:
نشأ في حجر الشرف والافتاء، فبلغ من الكمال مالا بلغته الفضلاء، تفرد في كل فن وفاق أبناء العصر والزمن. فهو مركز قطب فلك المعال، وشمس سماء الفصاحة والكمال. له فضائل ومآثر، لا تحيط بها الكتب والدفاتر. لسانه فصيح، وميدان كماله فسيح. قضى عمره بتعاطي كؤوس الفضائل، فتسامرت بحديث فضله وفضل حديثه الأندية والمحافل. ورد مناهل الكرم، فكان سحاب الفضل وديمة النعم. فالأدب مدينة وعلي بابها، وما في زمانه فضيلة إلا وإليه انتسابها. شرح الفقه الأكبر، في مذهب الإمام الأعظم الأفخر، عمان العرفان، أبو حنيفة النعمان.
كتاب في سرائره سرور ... مناجيه من الأحزان ناجي
فكم معنى بديع تحت لفظ ... هناك تزاوجا أي ازدواج
وله من الآثار، شرح الآثار.
بكلام لو أن للدهر سمعا مال من حسنه إلى الإصغاء هذا وكان حفه الله بغفرانه، وأسكنه بحبوحة جنانه، ميالا للأدب وأربابه، متمسكا في الغاية بتحصيل أسبابه. يهتز لأبياته طريا، ويدفع بتلميحاته أحزانا وكربا. يقتطف لأزهاره وينتعش بأنواع نثاره. فناديه على الصباح مجمع العلماء، ومعدن الفضلاء، ومرتع الأدباء. يقري لكل فن، ويطوق بدر تقريره جيد الزمن. فتفسير القاضي أنيسه، والكشاف جليسه. وسعدي في لسانه، والبخاري من جملة بيانه.
ثم أثر ذلك يفكه بنوادر الأدب، ودواوين دهاة العرب. وبعض أشعار البلغاء، وطبقات الأدباء. كالتحفة والأطباق والمفاكهة، والأطواق. وتنتشر الرجال، كأقمار الليال. ويبقى وحده، وليس غيري عنده. وأنا إذ ذاك في العشرة الأولى وهو في العشرة الثامنة، ولم يكن عندي من نفائس الأدب ولا كامنه. فيناديني يا عصام،
Bogga 11