قال أفلاطون: وحل بين ما تتخوف غائلته وبين العمل بالسيد المانع.
قال أحمد: إن فى وقت من أوقات التدبير يكون المنابذ للعمل جنسا من الأرواح لا يكون المنابذ فى غيره من الوقت. فيأمرنا أفلاطون أن نتعرف الجنس من الروح المضاد، وفى أى وقت يضاد فيستعين عليه بتألف ما يضاده، ليكون هو الحائل بينه وبين العمل.
قال أفلاطون: والنارية تضاد وقت الإذابة، والأرضية وقت العقد، والمائية وقت الحل، والهوائية فى التصعيد.
قال أحمد: إن الأرواح متعرضة لهذا النوع من العمل وباغية بالفساد، فتكون فى سلكها أنفذ وعليه أقدر.
قال أفلاطون: وكما ينبغى أن يحرر العمل، كذلك ينبغى أن يحرر العامل والموضع فإنه مطلوب.
قال أحمد: كما كان هذا النوع من العمل غرضا للفساد ومضادة الروحانيين، كذلك حال العامل وموضع العمل فيجب أن يحترز أيضا ويحرز، أعنى به العامل وموضعه وعمله.
قال أفلاطون: فإذا أردت أن تعتبر فاعرف أهل لوديا.
قال أحمد: إن أهل لوديا الغالب عليهم طلب هذه الصناعة، وهم مع ذلك كثيرا ما يلحقهم العاهات والآفات. وفى زماننا أيضا قل من يتعاطى هذه الصناعة إلا نكب فى ماله أو بدنه أو وقع عليه اعتراض ومنع عن العمل، حتى قد نسبه أهل الزمان إلى أعمال المدابير. ولقد رأيت واحدا من الناس تعاطى ذلك فخولط وكان العلة عند أهله أن الأراييح فى التصعيد أفسدت دماغه؛ ولعله أن لا يكون صاعد شيئا قط، إلا أن الذى لحقه كان من أجل ما قدمت القول مما حذره الفيلسوف. والواجب على طالب الحكمة المحامى على نفسه وعمله أن يكون متمسكا مستظهرا لئلا ينفذ عليه تدبير مضاديه ومعاديه.
قال أفلاطون: ويقلد الكوكب المشرق بالغدوات مع الشمس عند الخروج إلى العالم. فإن كان موافقا فهو من أعظم دلائل الإدراك.
Bogga 155