قال أفلاطون: وتعلم ما الجاسى، وقد أنبأتك به.
قال أحمد: صدق الفيلسوف فى هذا لأنه قال: «قد أنبأتك به»، وقد أنبأ قبل أن الجاسى من أجل قوة التركيب، وحكم أيضا أنه لا تتبين قوة لا تعرى منه مدة من أيام التدبير.
قال أفلاطون: وإن قصدت إلى النقى من الكدر، واعلم أنه لا يعرف ذلك من جهة ما يطفو أو يسفل.
قال أحمد: غرضه فى هذا القول أن يعرفنا النقى من الشىء الكدر، وبقول إنه ليس ذلك من الشىء الذى يتسافل، ولا من الشىء الذى يطفو أو يرتفع.
قال أفلاطون: وإنما أكثر ذلك من أجل الانضمام والتخلخل.
قال أحمد: يقول إنما تتسفل أكثر الأشياء من أجل انضمام أجزائها. ثم إن الهواء لا يداخله، وكل شىء كثر فيه الجزء الهوائى فإنه طالب للعلو لمجانسة الهواء، وكل جسم منضم فطالب للسفل لأن الهواء لا يعينه على الارتفاع.
قال أفلاطون: فى هذا الباب خليق أن يستعمل. فأما الأعمال الجوانية فلا بد لك من أن تحل ما تدبر.
قال أفلاطون: وإن استعملت فى العمل البرانى فلا تستعمل غير القحف وأنت تجده.
قال أحمد: إن عظم القحف عظم نقى. وهو أيضا مما يذكر جماعة من الأوائل أنه أول عظم حدث فى الإنسان، وهو وعاء مسكن الفكر والعقل؛ وفيه أيضا لسان يجب أن يستعان به خاصة فى البرانى.
قال أفلاطون: والدماغ محل للجزء الإلهى، إلا أنه سيال.
Bogga 131