252

Rasaailka Al-Jahiz

رسائل الجاحظ: وهي رسائل منتقاة من كتب للجاحظ لم تنشر قبل الآن

Noocyada

صلى الله عليه وسلم ، مع الإيواء والإيثار بعد المواساة ومحاربة القريب والبعيد والعرب قاطبة وقريش خاصة، ثم الذي نطق القرآن به من تزكيتهم وتفضيلهم بحب رسول الله

صلى الله عليه وسلم

لهم ولقبه لهم وثنائه عليهم وهو يقول: «أما والله ما علمتكم إلا لتقلون عند الطمع وتكثرون عند الفزع.» في أمور كثيرة. ثم لم يكن قولهم: منا أمير ومنكم أمير، من سفيه من سفهائهم ضرى إليه أمثاله منهم، فإن لكل قوم حسدة وجهالا وأحداثا وسرعانا من حدث تبعثه الغرارة والأشر، أو رجل يحب الجاه والفتنة، أو مغفل مخدوع، أو غر ذي حمية يؤثر حسبه ونسبه على دين الله تعالى وطاعة نبيه

صلى الله عليه وسلم . ولا كان ذلك القول إذ كان من عليتهم في الواحد الشاذ القليل، بل كان في ذوي أحلامهم والقدم منهم. ثم كان المرشح والمأمول عندهم سعد بن عبادة سيدا مطاعا ذا سابقة وفضل وحلم ونجدة وجاه عند رسول الله

صلى الله عليه وسلم

واستعانة به في الحوادث والمهم من أمره، ثم كان في الدهم من الأنصار والوجوه والجمهور من الأوس والخزرج، فكيف يكون سبق من النبي

صلى الله عليه وسلم

في هذا أمر يقطع عهدا ويوجب رضا وهؤلاء الأمناء على الدين والقوام به قد قاموا هذا المقام وقالوا هذا المقال. قالوا: فإن قال قائل: فإن القوم كانوا على طبقات: من ذاكر متعمد، أو ناس قد كان سقط عن ذكره وحفظه، ومن رجل كان غائبا عن ذلك القول والتأكيد الذي كان من النبي

صلى الله عليه وسلم

في إقامة إمام يقدم في أيام وفاته، ومن رجل قدم في الإسلام لم يكن من حمال العلم، فأذكرهم أبو بكر وعمر فذكروا، ووعظاهم فاتعظوا، فقد كان فيهم الناشئ الفاضل الذي يزجره الذكر وينزع إذا بصر، والمعتمد الذي لم يبلغ من لجاجه وتتايعه وركوب ردعه ما تؤثر معه التصميم على حسن الرجوع عند الموعظة الحسنة والتخويف بفساد العاجل، في كثير ممن لم يكن له في الإسلام القدر النبيه إما للغفلة وإما للإبطاء عنه وإما للخمول في قومه مع إسلامه وصحة عقده، فداواهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة يوم السقيفة حين قالوا: نحن الأئمة وأنتم الوزراء. وحيث رووا أن النبي

Bog aan la aqoon