Rasaailka Al-Jahiz
رسائل الجاحظ: وهي رسائل منتقاة من كتب للجاحظ لم تنشر قبل الآن
Noocyada
حري بجدع الأنف والجدع أشنع
فدع عنك أفعالا يشينك فعلها
وسهل حجابا إذنه ليس ينفع
وحدثني عبد الله بن أبي مروان الفارسي قال: ركبت مع ثمامة بن أشرس إلى أبي عباد الكاتب في حوائج كتب إلي فيها أهل أرمينية من المعتزلة والشيعة، فأتيناه فأعظم ثمامة وأقعده في صدر المجلس وجلس قبالته - وعنده جماعة من الوجوه - فتحدثنا ساعة ثم كلمه ثمامة في حاجتي وأخرجت كتب القوم فقرأها - وقد كانوا كتبوا إلى أبي عباد كتبا وكانوا أصدقاءه أيام كونه بأرمينية - فقال لي: بكر إلي غدا حتى أكتب جواباتها إن شاء الله. فقلت: جعلني الله فداك، تأمر الحاجب إذا جئت أن يأذن لي. فغضب من قولي واستشاط مني فقال: متى حجبت أنا؟ أولي حاجب أو لأحد علي حجاب؟ قال عبد الله: وقد كنت أتيته فحجبني بعض غلمانه، فحلف بالأيمان المغلظة أن يقلع عيني من يحجبني، ثم قال: يا غلام، لا تبق في الدار غلاما ولا منقطعا إلينا إلا أحضرتمونيه الساعة. فأتى بغلمانه وهم نحو من ثلثمائة، فقال: أشر إلى من شئت منهم. فغمزني ثمامة. فقلت: جعلت فداك، لا أعرف الغلام بعينه. فقال: ما كان لي حاجب قط ولا احتجبت؛ وذلك لأنه سبق مني قول، لأني كنت وأنا بالري وقد مات أبي وخلف لي بها ضياعا فاحتجت إلى ملاقاة الرجال والسلطان فيما كان لنا، فكنت أنظر إلى الناس يدخلون ويصلون وكنت أحجب أنا وأقصى، فتتقاصر إلي نفسي ويضيق صدري، فآليت على نفسي إن صرت إلى أمر من السلطان ألا أحتجب أبدا.
وحدثني الزبير بن بكار قال: استأذن نافع بن جبير بن مطعم على معاوية فمنعه الحاجب فدق أنفه، فغضب معاوية - وكان جبير عنده - فقال معاوية: يا نافع، أتفعل هذا بحاجبي؟ قال: وما يمنعني منه وقد أساء أدبه وأسأت اختياره، ثم أنا بالمكان الذي أنا به منك؟ فقال جبير: فض الله فاك، ألا تقول وأنا بالمكان الذي أنا به من بني عبد مناف ...! فتبسم معاوية وأعرض عنه.
ووفد رجل من الأساورة على بعض ملوكهم فأقام ببابه حولا لا يصل إليه، فكلم الحاجب فأوصل له رقعة فيها أربعة أسطر، الأول فيه: الأمل والضرورة أقدماني عليك. وفي الثاني: ليس على المعدم صبر على المطالبة. وفي الثالث: رجوع بلا فائدة شماتة العدو والقريب. وفي الرابع: إما «نعم» مثمرة، وإما «لا» مؤيسة. ولا معنى للحجاب بينهما. فوقع تحت كل سطر منها. وأنشد الوليد بن عبيد البحتري في ابن المدبر يهجو غلامه بشرا:
وكم جئت مشتاقا على بعد غاية
إلى غير مشتاق وكم ردني بشر
فما باله يأبى دخولي وقد رأى
خروجي من أبوابه ويدي صفر
Bog aan la aqoon