99

Rasaa'il Hikma

Noocyada

============================================================

عنده والشيطان غير غير إبليس وهو كان مأذونا من قبل إبليس ونافق معه على شطنيل، وكان اسمه هبل وبهذا السبب تقول العرب للصنم هبل، ويقال فلان هبل عظيم؛ والحية كان داعيا من قبل أخنوخ واسمه آنيل ، والطاؤوس كان مأذونا في الدعوة واسمه طايوخ. فلم يزل الهبال يتردد الى آنيل الداعي والطايوخ21 ويقول لهما: عندي نصيحة لسيدنا أخنوخ واخيه شرخ، ولكما فيها صلاح، حتى اوصلاه إلى أخنوخ وشريك شرخ؛ فلما دخل إليه، ومثل بين يديه، وخر له ساجدا، فقال له أخنوخ وهو آدم الثاني : عساك رجعت عن كفرك وما كنت عليه من نفاقك على امام ومعاونتك لإبليس وحزبه، وبنت عنهما، فقال له الهبال: لا وحقك وحق البار ما جئت إلا ناصحا لكما وغيرة مني عليكما بما ظلمكما شطنيل وغصبكما عليه، وقد سمعت مولانا البار سبحانه يقول بان الإمامة لأخنوخ، وشرخ خليفته في الدعوة. فاستحلفه أخنوخ فحلف له انه سادق في مقاله، ناصح في فعاله، فحمله شره النفس، ورجوعه القهقري والتعس، ونسي شرخ ما اخذ عليه من العهد، فاكلا من الشجرة بمقاومتهما لآدم الصفاء. وادعا آخنوخ منزلة ليست له بحق، ف ابدت لهما سوءائهما"، وهو ما اظهراه من زخرف الكلام الناموس من اشريعتين اللذين هما22 بمنزلة البول والغائط23، وصاحبيهما بمنزلة القبل والدبر، ف "طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة" [22/7]، أي لما عرفا الحيلة الواقعة بهما، يستران بالموحتدين ظواهرهما. فلم ينفعهما ذلك، ونودى بين المستجيبين أخنوخ عصى آدم إمامه، واغواه الهبال الشيطان، واسقطا من المنزلة التي كانا فيها، فاقاما سنينا بكثرة يبكيان

Bogga 559