100

Rasaa'il Hikma

Noocyada

============================================================

على ما فعلا ويسألان الإمام في العفو عنهما، وهو ما قال في القرآن: اربنا" انا "ظلمنا أنفسنا وإن لم" تستغفر "لنا" مولانا "وترحمنا لنكونن من الخاسرين" [23/7] في الدين. فرحمهما شطنيل وسأل البار جل ذكره بان يعفو عنهما، فعفا عنهما بعد الوسيلة إليه بحد إمامته، وعظيم منزلته، وهو قوله : "فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه" [37/2]: كلمات خمسة آحرف، وشطنيل خمسة آحرف، كذلك اجتمعت في امام خمس منازل: حد الجسمانيين، وحد الجرمانيين، وحد الروحانيين، وحد النفسانيين، وحد النورانيين؛ وردهما إلى المنزلة التي كانا فيها وقربهما إليه.

لم يزل البار سبحانه يرحم آهل ذلك الزمان حتى تغيرت نياتهم ومالوا إلى المشركين، فغضب البار جل ذكره عليهم، ونزع نعمته عنهم ، واظهر لهم نوح ابن لمك بشريعة غير ما كانوا عليه، ودعاهم إلى عبادة العدم، وتوحيد الصنم؛ فمن قبل منه ودخل في شريعته سماه ظافرا ومن لم يقبل منه سماه كافرا، وتشبه بما كان فيه آدم الصفاء من نصب الحدود وإقامة الدعوة، وكان آساسه سام وإثنتا عشرة حجة بين يديه، يدعون الناس إلى عبادة العدم وإليه. فلم تزل شريعة نوح قائمة هكذا الى ان ظهر إبرهيم ابن آزر واسم آزر أخنوخ فغير شريعة نوح بشريعته واقام إسمعيل أساسا لدعوته وإثنتا عشرة حجة وثلاثين داعيا يدعون الناس إلى عبادة العدم، وتوحيد الصنم، وإلى طاعة إبرهيم، فمن قبل منه سماه مؤمنا، ومن لم يقبل منه سماه كافرا. فلم تزل دعوته قائما بائمته إلى ان ظهر موسى ابن عمران، فغير شريعة إبرهيم يشريعته، و نصب هارون آساسه وإثنتا عشرة حجة يدعون الناس إلى عبادة من لا يشاهد، وتوحيد من لا يعرف وإلى طاعة موسى. فلم تزل دعوته قائمة

Bogga 560