============================================================
[37] الموسومة برسالة الزناد والسبيل الواضح للطالب المرتاد.
الحمد لمولانا الحاكم بذاته، المنفرد عن مبدعاته، السابق وجوده وجود كل شيء، والناطق بتمجيده كل مؤمن حي، مبدئ الخلق ومعيده ، ومؤيد بروح القدس حدوده وعبيده، المنفرد بالقدرة الإلهية فلم يساوي ذ والقاهر فوق عباده فلم يناويه ضدة، "الم يلك ولم يولد ولم يكن له ك فوا أحد" [3/112-4] ؛ لم تبلغ هويته غوامض الأفكار، ولا تدرك ابصائر والأبصار، ولا تحوط به الرسوم، و "هو الحي القيوم، لا تأخده سنة ولا نوم" [255/2]، مبدع المبدعات، المشار إليه بجميع اللغات، وهو مبدع الأسماء والصفات، العالم بما كان وبما هوآت، لم يدرك ظر الناظر، ولا يحوط به فكر ولا خاطر، وهو الأول والآخر. عجزت العقول عن ادراك ذاته، وكلت الألسن ان تحيط بكنه صفاته، فرجعت العقول عن ادراكه مقصرة، والأبصار عن رؤيته حاسرة.
ظهر لخلقه كخلقه امتحانا وامتنانا واختبارا ، فكان امتحانه لأوليائ واختباره لهم هدايتهم إلى معرفته وتوحيده، فاجابوا إلى طاعته ودعوته، واقروا بربوبيته، وسدقوا بلكمته، فاستنقذهم بعبده الهادي من الظلمات الى النور، ومن العذاب إلى الثواب، ومن النار الهاوية إلى الجنة العالية، "لا يمسهم فيها نصب، ولا يمسهم فيها لغوب" [35/35]، ف تلك الفرقة الناجية من جميع العالم؛ وباقي الفرق دعاهم إلى معرفته فصدوا عن سبيله واستوحشوا لما ظهر لهم من شبه مجانستهم، فرجعوا العالم المنكوس بكفرهم وعجزهم، ورضوا به لجهلهم وغيهم فكانوا في الجحيم مخلدين، وعن معرفة الحق عاجزين
Bogga 706