============================================================
رسائل في الترحيد رسالة في التوحيد 2- رسائل ي الترحيد إذا دارت على الندماء جهرا أحفت في البواكر والعشية إلى أنوار طلعته البهية تزيدهم ارتياحا واشتياقا وحقك إن عينا ين تريها جمالك إنها أعين شقية قتلت بحسنك العشاق جمعا بحق هواك رفقا بالرعية فلي كبذ تذوب عليك شؤقا ولم يبق الهوى منها لي بقية فإن أقضي وما قضيت قصدي فإني من هواك على وصية ولست بأيس عند التلاقي بأن تمحو أعوافك(1) الخطية إذا كان العطايا من كريم، فكيف أرذ عنه بلا عطية كيف يكون الرد، وللسحر أوقات ربانية، وإشارات سماوية، ونفحات ملكية، والدليل على صدق هذه القضية: غناء الأطيار في الأسحار بالألحان الدوئية، وتصفيق الآنهار المتكسرة في الرياض الروضية، ورقص الأغصان بالحلل السندسية ، والاثمار الجنية، كل ذلك إذعان واعتراف بالوحدانية . فيا أهل المحبة، إن الحق يتجلى في وقت السحر، وينادي ألا من تائب فأتوب عليه توبة مرضية ، ألا من مستغفر فأغفر له الخطايا بالكلية، الا من مستعط فأجزل له النعمة والعطية، الا وإن الأرواح إذا صفت كانت ببهجته ساكنة مضية ، ال وتساوت بالأحوال وهانت عليها كل رزية، لا جرم أن رائحة دموعهم في الآفاق عطرية، وبصرهم على بعض الهجر استحقوا الوصول من المراتب العلوية، وصحت أحاديثهم في طبقات المحبين مسندة مروية ، اا وراجوا من غير سؤال وحاجتهم مقضية، هذه شريعة الحب قد
(1) (أعوافك): جمع عوف، و( العوف): الضيف (لسان العرب).
Bogga 44